غالبا ما نجد أن كل شخص له هواية معينة يحب ممارستها ، فبعض الأشخاص يهوى ركوب الخيل والبعض الآخر يهوى السباحة ، وآخر يحب صيد الأسماك ، وآخر يهوى النحت أو الرسم ، وآخر يهوى القراءة والاطلاع ، وآخر يهوى الكتابة أو الشعر وتأليف القصائد ، وآخر يهوى الزراعة ، وغير ذلك .
وهذا أمر طبيعي لأن الانسان يرى أن في ممارسته لهواياته كسرا لروتين الحياة الممل في كثير من الأحيان ، فالانسان يجلس يوميا صباحا ويذهب الى العمل وبعد ساعات طويلة من العمل الجاد يعود الى المنزل للراحة وهكذا ، ونستطيع القول أن كثيرا من الناس يشعرون أنهم مجبورون على هذا العمل لانه بدونه لايمكنهم أن يوفروا لقمة العيش لأنفسهم ولاسرتهم ، بخلاف ممارستهم لهواياتهم التي يهوونها ويحبونها ويعشقونها فانه شيء ممتع بالنسبة لهم ويمارسونه بمحض ارادتهم واختيارهم ويرون فيه تجديدا لنشاطهم وتقوية لعزائمهم.
ولذا فمن الجيد أن يخصص الإنسان لنفسه وقتا معينا إما في اليوم أو في الأسبوع حسب ظروفه لممارسة الهوايات المفيدة.
وهذه بعض النصائح المتعلقة بممارسة الهوايات -من كتاب فن الترويح عن النفس لمحمد هادي ص118-:
أولا :
اختر هوايتك بعد تفكير مسبق في أنواع الهوايات، وأقربها الى ذوقك وأنفعها لك وأكثرها ترويحا لك عن مشاكلك وأتعابك ..
ولا مانع هنا من تغيير (الهواية) فالانسان أساسا يختار هوايته بطريقة ارادية لاقسرية وقيمة الهواية ان نمارسها برغبة وشوق وليس كواجب وفرض ، ومن هنا فان من الطبيعي أن نغير هواياتنا .
ثانيا:
إجمع بمرور الزمن العدة اللازمة للهواية ، وتعلم أيضا أصولها عن طريق جمع المعلومات الضرورية عنها . فاذا كنت تمارس صيد الأسماك فلا بأس بمطالعة كتاب في ذلك.
ثالثا:
وظف هوايتك لحياتك وحذار أن تعمل العكس ، نقرأ بين فترة وأخرى عن بعض الناجحين الذين بدأوا أعمالهم كهواة ثم تدرجوا فيها حتى أصبحوا محترفين . واستطاعوا بمرور الزمن التفوق على أصحاب التجارب ..
رابعا:
لتكن لك هوايتان بدل واحدة ، الأولى علمية والثانية فكرية ، فلربما تمر بحالة يتعب فيها عقلك فتحتاج الى ممارسة هواية ترتبط بالنشاط الجسماني .. وربما يكون العكس فتتعب من عمل جسماني فتحتاج الى ممارسة هواية عقلية ..
وهكذا فانه يتوجب على من يمارس عملا فكريا ان يمارس هواية عملية تثير شوقه . كما يتوجب على من يقوم بأعمال يدوية أن يمارس هواية تمتع عقله .
وبهذا نحافظ على التوازن المطلوب بين العقل والجسد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق