استعرض الشهيد السيد محمد باقر الصدر (رحمه الله) ظاهرة القلق عند الشباب، وبين أهم عامل يتسبب في نشوئها، ثم بين كيف عالج الاسلام هذه الظاهرة باجتثاثها من جذورها:
وهذا نص كلامه أعلى الله مقامه:
إنّ أهم ما يواجه الجيل الناشئ في ظل الحضارة المادية هو مشكلة القلق التي تسري سريان النار في الهشيم فتبدو لها مظاهر مختلفة كجماعات اللاانتماء، والجمعيات الموسيقية الصاخبة، وجمعيات البكاء، والانتحار، والعري المستوحش، وغير ذلك.
ولعل أهم عامل من عوامل القلق هو عامل فقدان المأمن الروحي الذي يسكن خوف الإنسان من المجهول، ويطمئن الإنسانية إلى مستقبلها.
ولكن الإسلام إجتث هذه المشكلة من جذورها.
فليس هناك مشكلة تسمى (مشكلة القلق) اللّهمّ إلّا في المجتمعات التي تركت الإسلام، وإلّا في المقلدين في كلِّ شيء حتى في القلق أو مظاهر القلق.
ويتلخص علاج الإسلام لذلك بنفس الإيمان الواعي، وتخصيص لحظات معينة يقف الإنسان فيها أمام خالقه والحقيقة الكبرى في الكون، فينسى كلّ هموم الدنيا ومشاكلها لأنّه يتعامل مع حقيقة هي فوقها جميعاً.
- ومن ثمّ أمره بذكر الله دائماً، وانّ الصلاة تمثل لدى الإنسان قمة ذكر الله (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).
- وعن الإمام الصادق (ع) أنّه قال: (كان عليّ (ع) إذا هاله شيء فزع إلى الصلاة).
وعنه (ع) قال: ما يمنع أحدكم إذا دخل عليه غم من غموم الدنيا أن يتوضأ ثمّ يدخل المسجد فيصلي ركعتين يدعو الله فيهما. أما سمعتم الله يقول: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ)".
المصدر كتاب: نظرة عامة في العبادات، للشهيد الصدر ص54.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق