مشاركة ثابتة

نبذة عن مدونة الشباب الواعي

بسم الله الرحمن الرحيم إن هذه المدونة : تهتم بأمرين : الأول: تهتم بشؤون الشباب المسلم الواعي الذي يهمه معرفة ما يجري حوله من غزو فكري وثقاف...

الأحد، 5 يوليو 2020

تخير لنفسك نفحات الرحمة أم أمواج الغضب!!

تحدث القرآن الكريم عن نموذجين من العلاقة بين القائد والرعية: 

النموذج الأول: 
العلاقة القائمة على أساس الثقة بالقائد، وتتمثل في نبي الله اسماعيل (ع) مع أبيه ابراهيم (ع): 
(قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى‏ فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ما ذا تَرى‏ قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) .... الى أن قال تعالى: (وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ). 

النموذج الثاني: 
العلاقة القائمة على أساس عدم الثقة بالقائد، وتتمثل في ابن النبي نوح (ع) مع أبيه: 
(وَنادى‏ نُوحٌ ابْنَهُ وَكانَ فِي مَعْزِلٍ يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكافِرِينَ * قالَ سَآوِي إِلى‏ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ قالَ لاعاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ وَحالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ). 

ما العبرة المستخلصة من هاتين الآيتين؟ 
العبرة: 
أنه حينما نثق بالموجه والقائد لنا فإننا لن نتردد في امتثال أمره... وسيكون جوابنا دائما (افعل ماتؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين). 
وحينها سيثمر صبرنا وستشملنا النفحات الإلهية، فها هو اسماعيل (ع) نال بصبره رضا ربه تعالى ونجح في الامتحان الالهي الكبير، فخلصه الله تعالى من شدته ومحنته (وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ). 
أما حينما لا تكون عندنا ثقة بالقائد ويقيننا ضعيف بأهمية توجيهاته، فإن جوابنا سيكون دائما (سآوي إلى جبل يعصمني من الماء) !!! وسنصر على عنادنا حتى لو حذرنا وقال لنا (لا عاصم اليوم من أمر الله...) !!! 
وعندها ستكون النتيجة: 
أنه ستحول أمواج الحجب الظلمانية بيننا وبين القائد المنقذ فنغرق والعياذ بالله. 

وهذا هو حالنا تماما مع أئمتنا وقادتنا عليهم السلام الذين أمرنا بالتمسك بحبلهم وامتثال تعاليمهم، وكذلك مع القرآن الكريم... فصاحب اليقين والإيمان القوي تراه يعمل ويمتثل الأوامر، ويتحلى بالصبر والعزم في هذا الطريق... 
وأما صاحب اليقين والإيمان الضعيف تراه يتردد ويتلكأ في العمل، ويختلق الأعذار ويتهرب من الالتزام بالأوامر، ويقترف الذنب تِلوَ الذنب حتى تتراكم ذنوبه وتكثر شيئا فشيئا، وتشكل أمواجا من الحجب والظلمات على قلبه، فتحول بينه وبين القائد المنقذ والمخلص له، وحينها يكون من المغرقين الهالكين. 

همسة: 
بعض الشباب يقترف الذنب فوق الذنب ويقول بعد ذلك سأتوب، لكنه غافل عن كون الذنوب بعد تراكمها تصبح أمواجا تحول بينه وبين التوبة، فيتحتم عليه الغرق إلا من رحم الله!!! 
والحمد لله رب العالمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق