بسم الله الرحمن الرحيم
ورد عن أبي عبد الله (ع) أنه قال: من قرأ القرآن وهو شاب مؤمن اختلط القرآن بلحمه ودمه وجعله الله عز وجل مع السفرة الكرام البررة وكان القرآن حجيزا عنه يوم القيامة...
(الكافي ج2 ص603).
عندما تقرأ القرآن حقا، بلسانك وبقلبك وبعقلك، حينها يختلط بكل كيانك.
فيكون هواك قرآنيا.
ويكون تفكيرك قرآنيا.
وتكون إرادتك قرآنية.
وتكون مشاعرك قرآنية.
حتى كأن القرآن اختلط بلحمك ودمك.
وعندها تحصل لديك المناعة من غواية الشيطان والهوى.
أخي الشاب كن جادا واتخذ قرارا حاسماً أن تقرأ القرآن كل يوم وتتدبر فيه، على الأقل التزم بأن تقرأ خمسين آية في اليوم الذي هو أقل مقدار كما يستفاد من بعض الروايات، ولا تدع المصحف ملقى في زاوية من الزوايا يغطيه الغبار.
فعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ثلاثة يشكون إلى الله عز وجل: مسجد خراب لا يصلي فيه أهله، وعالم بين جهال، ومصحف معلق قد وقع عليه الغبار لا يقرأ فيه. (وسائل الشيعة ج5 ص201).
ولنا في أئمتنا الطاهرين (ع) الأسوة الحسنة حيث كان القرآن أنيسهم في خلواتهم، وهذا أمر يراه واضحا كل من تصفح في سيرتهم..
وهكذا سار العلماء الربانيون على هذا المنهج من الاهتمام بقراءة القرآن والتدبر في آياته منذ أيام شبابهم..
فها هو العالم الكبير زعيم الحوزة العلمية آية الله السيد أبو القاسم الخوئي (قد) يقول في كتابه البيان في تفسير القرآن ص11: "كنت ولعا منذ أيام الصبا بتلاوة كتاب الله الأعظم، واستكشاف غوامضه واستجلاء معانيه. وجدير بالمسلم الصحيح، بل بكل مفكر من البشر أن يصرف عنايته إلى فهم القرآن، واستيضاح أسراره، واقتباس أنواره، لأنه الكتاب الذي يضمن إصلاح البشر، ويتكفل بسعادتهم وإسعادهم.....
أولعت منذ صباي بتلاوته، واستيضاح معانيه، واستظهار مراميه، فكان هذا الولع يشتد بي كلما استوضحت ناحية من نواحيه، واكتشفت سرا من أسراره، وكان هذا الولع الشديد باعثا قويا يضطرني إلى مراجعة كتب التفسير، وإلى سبر أغوارها".
والحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق