الخطوات التطبيقية لمواجهة عداوة الشيطان
• أولاً: استشعار حالة العداوة..
ليسعَ الإنسان أن يلقن نفسه عداوة هذا الموجود، الذي لا يترك الإنسان بحال ولو تركه الإنسان..
إن الله تعالى في قوله: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} يعرض لنا بياناً مؤكداً لعداوة الشيطان، فهل نحن نعيش هذه العداوة؟..
• ثانياً: اكتشاف مواطن تكالب الشيطان..
ليستكشفْ الإنسان مواطن الضعف في نفسه، إذ أن لكل إنسان نقطة ضعف ينفذ من خلالها الشيطان، ومن تلك المنافذ: النساء، والغضب، والمال، والشهرة.. إن البعض لهم مقاومة غريبة أمام جنس النساء، ولقد تعرضوا لمواقف تشبه مواقف يوسف الصديق (ع)، وخرجوا منها بغير أي معاناة أو مجاهدة.. ولكنه في المال يسقط، فتطلب منه الخمس لا يعطي، أو عندما يغضب على زوجته وأهله؛ فإنه يفعل الأعاجيب!..
نعم، لكل إنسان ثغرته، وليس الأمر محصورا في النساء فحسب!.. فإذن، علينا أن نكتشف من أين يؤكل الإنسان..
وفي مضمون بعض الروايات إشارة إلى أن المؤمن لا يخلو من حدة.. ورأينا أنه يغلب على أجواء المؤمنين حالة الحدة والعصبية في المزاج، وهذا هو مدخل الشيطان في أغلب المؤمنين.
• ثالثاً: الانتباه لساعات الضعف..
هنالك بعض المزالق المعروفة في حياة الإنسان، كأيام المراهقة، أو في الأسواق، أو في السفر، أو في غياب الزوجة، أو في الصفقات المغرية.. فينبغي تشديد المراقبة في مثل هذه الحالات؛ لئلا يقع في المحظور.
• رابعاً: التدارك السريع..
إن المؤمن لو زل به الشيطان؛ فإن عليه أن لا ييأس من روح الله عزوجل، ويبادر بالتوبة.. فإن اليأس أيضاً من حبائل الشيطان، ليوقعه في المزيد من شباكه.. قال تعالى في وصف المتقين: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ}.. وقال الصادق (ع): (إنّ الله يحبّ المفتّن التواب).. وقال تعالى: {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}.
• خامساً: الالتجاء الجاد إلى الله تعالى..
ليلتجئ الإنسان إلى الله عزوجل أيما التجاء، فإن الشيطان لم يخرج من دائرة العبودية التكوينية له، إذ ناصيته بيده على كفره وعناده، ولو شاء لأبعده عن وليه.. فليكثر من الاستعاذات اليومية بعد صلاة الفجر، وبشيء من الاستغاثة والالتجاء الإجمالي: (أعيذ نفسي وديني وأهلي ومالي وولدي وإخواني في ديني، وما رزقني ربي، وخواتيم عملي، ومن يعنيني أمره، بالله الواحد الأحد الصمد… وبرب الفلق… وبرب الناس…).. نعم، في كل صباح اجعل نفسك في درع الله الحصينة، لا لقلقة لسان، وإنما التجاء حقيقة.. عندما يذهب الإنسان في بعض السفرات، ويقال له: أن هنالك حاجزاً في الطريق يمكن أن يوقفك، ويُسائلك، وقد يفتش سيارتك، ويمكن أن يمنعك من السفر؛ فعندها الجميع يستعيذ بالله عز وجل بالمعوذات، وآية الكرسي، وآية {وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ}، في حالة من الالتجاء؛ لأنه يعلم أن هناك حاجزاً مزعجاً مخيفاً.. نعم، في كل يوم أنت تواجه هذه الحواجز المخيفة.. فقبل أن تقترب من ذلك الحاجز، عليك بالالتجاء إلى الله عز وجل.
فهذه أم مريم -هذه المرأة العظيمة- نذرت أن تجعل ما في بطنها محرراً لله عز وجل ، فتقبله الله عز وجل منها بقبول حسن، وأنبت مريم نباتاً حسنا.. ونلاحظ أنه أول ما ولدت مريم قالت: {فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}.. امرأة ليست نبية ولا وصية، ولكنها تعلم أن مريم مولود مبارك، ولكن بشرط وجود المقتضي وانتفاء المانع، والمانع هو رجس الشيطان.
المصدر:
https://alseraj.net/9490/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق