القصة الأولى:
قصة الشاب الذي ينظر الى الفتيات في السوق:
يقال قدِمَ شاب إلى شيخ وقال له:
أنا شاب صغير ورغباتي كثيرة..
ولا أستطيع منع نفسي من النظر إلى الناس والفتيات في السوق، فماذا أفعل؟
فأعطاه الشيخ كوباً من الحليب ممتلئاً حتى حافته، وأوصاه أن يوصله إلى وجهة معينة يمرّ من خلالها بالسوق دون أن ينسكب من الكوب أي شيء!!
واستدعى واحداً من طلابه ليرافقه في الطريق ويضربه أمام كل الناس إذا انسكب الحليب!!
وبالفعل.. أوصل الشاب الحليب للوجهة المطلوبة دون أن ينسكب منه شيء ..
ولما سأله الشيخ: كم مشهداً وكم فتاة رأيت في الطريق؟
أجاب الشاب: شيخي لم أرَ أي شيء حولي.. كنت خائفاً فقط من الضرب والخزي أمام الناس إذا انسكب مني الحليب!
فقال الشيخ: وكذلك هو الحال مع المؤمن ..
المؤمن يخاف من الله ومن خزي يوم القيامة إذا ارتكب معصية..
المؤمنون يحمون أنفسهم من المعاصي، فهم دائموا التركيز على "يوم القيامة".
----------------------------
القصة الثانية:
قصة التلميذ المتميز (الذي لديه معرفة بالله لاتتوفر عند زملائه):
يقال كان لأحد العلماء تلاميذ كثيرون وبعضهم تتلمذوا على يديه لفترة طويلة، وأمضوا جل حياتهم الدراسية في حلقة درسه، وكان بينهم تلميذ صغير السن يحبه، الأستاذ أكثر من بقية طلبته بالرغم من كبر سنهم.
وهذا ما أزعجهم وخصوصا أنهم تتلمذوا مدة أطول عند ذلك العالم، ويوما ذهب الطلبة إلى أستاذهم وعبروا عن استيائهم لكونه يكن له حبا أكثر منهم، ويحترمه أكثر مما يجب.
فأجابهم الأستاذ:
على الرغم من قصر الفترة التي درس فيها عندي، إلا انه يملك شيئا لا تملكونه، مما يجعله يمتاز به عنكم وسوف أثبت ذلك لكم، وأبرهنه قريبا، وبعد مرور بضعة أيام أمر الأستاذ تلامذته، بأن يذبح كل منهم دجاجة في مكان لا يراه فيه أحد، وفعلا استجاب التلاميذ لطلب أستاذهم.
واختار كل واحد منهم مكانا اختفى فيه، وذبح الدجاجة وجاءوا أستاذهم، في الغد حاملين دجاجاتهم المذبوحة، وقد قطعوا رؤوسها ودخلوا الصف، عدا ذلك الشاب فقد وصل الصف متأخرا عن الباقين وهو يحمل دجاجة حية، فلما رآه زملائه الطلبة انفجروا ضاحكين وسخروا منه أيما سخرية.
لم يعبأ بهم الأستاذ والتفت ناحية التلميذ الشاب، وقال له: (لما لم تذبح الدجاجة في مكان لا يراك فيه أحد؟!)
أجاب التلميذ الشاب:
كلما بحثت عن مكان ليس لله فيه وجود ولا يراني فيه ربي ويعلم ما أقوم به لم أجد مثل هذا المكان.
وأخيرا وجدتني عاجزاً عن العثور على المكان الذي أردته، فلما سمع الأستاذ جوابه استحسنه وأثنى عليه وخاطب زملاءه بالقول: ( هذا هو الأمر الذي يجعلني أحترم هذا الشاب كثيرا، إن لديه معرفة بالله لا تتوفر لأي واحد منكم).
------------------------
القصة الثالثة:
قصة الشاب التائب مع المرأة التي كسرت سفينتها في البحر:
روي عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين (صلوات الله عليهما) أنه قال:
• إن رجلا ركب البحر بأهله فكسر بهم، فلم ينج ممن كان في السفينة إلا امرأة الرجل، فإنها نجت على لوح من ألواح السفينة حتى ألجأت على جزيرة من جزائر البحر.
• وكان في تلك الجزيرة رجل يقطع الطريق ولم يدع لله حرمة إلا انتهكها، فلم يعلم إلا والمرأة قائمة على رأسه، فرفع رأسه إليها فقال: إنسية أم جنية؟ فقالت: إنسية.
• فلم يكلمها كلمة حتى جلس منها مجلس الرجل من أهله، فلما أن هم بها اضطربت، فقال لها: مالك تضطربين؟ فقالت: فرق من هذا -وأومأت بيدها إلى السماء- قال: فصنعت من هذا شيئا؟ قالت: لا وعزته.
• قال: فأنت تفرقين منه هذا الفرق ولم تصنعي من هذا شيئا، وإنما أستكرهك استكراها، فأنا والله أولى بهذا الفرق والخوف وأحق منك.
• قال: فقام ولم يحدث شيئا ورجع إلى أهله وليست له همة إلا التوبة والمراجعة.
• فبينا هو يمشي إذ صادفه راهب يمشي في الطريق، فحميت عليهما الشمس.
• فقال الراهب للشاب: ادع الله يظلنا بغمامة، فقد حميت علينا الشمس.
• فقال الشاب: ما أعلم أن لي عند ربي حسنة فأتجاسر على أن أسأله شيئا.
• قال: فأدعو أنا وتؤمن أنت؟ قال نعم، فأقبل الراهب يدعو والشاب يؤمن، فما كان بأسرع من أن أظلتهما غمامة، فمشيا تحتها مليا من النهار.
• ثم تفرقت الجادة جادتين فأخذ الشاب في واحدة وأخذ الراهب في واحدة، فإذا السحابة مع الشاب!!
• فقال: الراهب أنت خير مني، لك استجيب ولم يستجب لي فأخبرني ما قصتك؟
• فأخبره بخبر المرأة فقال: غفر لك ما مضى حيث دخلك الخوف، فانظر كيف تكون فيما تستقبل.
المصدر: الكافي ج2 ص69-70.
---------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق