مثل الشباب وسطا انسانيا واسعا تتوقف على تطوره وقدراته وصلاحه تطور الامم وصلاحها لانهم القوة الفاعلة والطاقة الكبيرة التي تمد الامة بالحركة والنشاط والامل الكبير في تطلعاتها وطموحها نحو المستقبل.
ولأن هذه المرحلة في حياة الإنسان تعتبر من اهم المراحل لانها تحدد المستقبل الفكري والعملي أو تساهم مساهمة كبيرة في تحديده لما تملكه هذه المرحلة من طاقات وطموحات متفجرة.
وان لهذه المرحلة آداب مهمة وهي:
1-الالتزام بتحديد الرمز والقدوة لمن يصل لهذه المرحلة سعيا الى تقليد وطاعة هذا الرمز، على ان تكون القدوة تتحلى بصفات يحبها الله عز وجل وتتمتع بالاخلاق الحميدة والفكر السديد والايمان الكامل المثمر.
وهل نجد خير من رسول الله (ص) ووصيه علي (ع) وابنة نبيه فاطمة (عليها السلام) وأبناء علي وفاطمة الحسن والحسين (عليهما السلام) والأئمة الأطهار (عليهم السلام) ليكونوا قدوة لنا ولأبنائنا.
فيجب علينا أن نحبب أهل البيت (عليهم السلام) لأبنائنا بذكر أخلاقهم وصفاتهم وأعمالهم.
2-طلب العلم: فإن العلم في مرحلة الشباب اكثر نفعا وأشد وأكثر ضرورة وإلزاما لما في الشباب من النقاء والصفاء والقابلية لتلقي وأخذ المعلومات والاستفادة منها.
عن النبي (ص): من أحب أن ينظر إلى عتقاء الله من النار فلينظر إلى المتعلمين.. (منية المريد:10).
عن الإمام علي (ع) إنما قلب الحدث كالأرض الخالية ما ألقي فيها من شيء إلا قبلته. (البحار ج77).
وعن الإمام علي (ع): العلم في الصغر كالنقش في الحجر. (البحار ج1).
وعن الإمام علي (ع): أيها الناس اعلموا أن كمال الدين طلب العلم والعمل به، ألا وإن طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال. (الكافي).
وأوصى الإمام الصادق (ع) أحد أصحابه: عليك بالاحداث فإنهم أسرع إلى كل خير. (البحار ج23).
وعن الإمام الصادق (ع): لست أحب أن أرى الشاب منكم إلا غاديا في حالين: إما عالماً أو متعلماً فإن لم يفعل فرط، فإن فرط ضيع، فإن ضيع أثم، وإن أثم سكن النار والذي بعث محمدا بالحق. (البحار ج1).
عن الإمام الباقر (ع): لو أتيت بشاب من شباب الشيعة لا يتفقه لأدبته... (لا يتفقه في الدين لأوجعته). (البحارج1).
وعن الإمام الرضا (ع): لو وجدت شابا من شبان الشيعة لا يتفقه لضربته ضربة بالسيف. (البحار).
وعن الإمام الصادق (ع): لوددت أن أصحابي ضربت رؤوسهم بالسياط حتى يتفقهوا. (الكافي ج1).
3-التعقل في كل اموره: لان مرحلة الشباب مرحلة هيجان الرغبات والميول والعواطف والشهوات فإن التعقل في توجيه تلك الامور توجيها صحيحا أمر مطلوب جدا في تلك المرحلة.
فمن هيج شهواته كان مثل من هيج أسداً عليه ثم يضطر أن يهدئه أو يهرب منه.
والعبادة هي أفضل وسيلة يمكنها أن تروض العواطف والميول والشهوات وأفضل ألوان العبادة هو جهاد النفس.
قال تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}.
عن الإمام الصادق (ع): من ملك نفسه إذا رغب وإذا رهب وإذا اشتهى وإذا غضب وإذا رضي حرم الله جسده على النار.(الوسائل).
وعن النبي (ص): إن الله تعالى يباهي بالشاب العابد الملائكة، يقول: انظروا إلى عبدي ترك شهوته من أجلي.(كنز العمال).
وعن النبي (ص): فضل الشاب العابد الذي تعبد في صباه على الشيخ الذي تعبد بعد ما كبرت سنه كفضل المرسلين على سائر الناس.(كنز العمال).
عن النبي (ص): ما من شاب يدع لله الدنيا ولهوها وأهرم شبابه في طاعة الله إلا أعطاه الله أجر اثنين وسبعين صدّيقا.(البحار77).
4-اغتنام فرصة الشباب: ليعلم الشاب أنه لابد أن يهرم يوما وتضعف قوته وتقل حيويته فليعتبر بالآباء والأمهات والأجداد وليصمم أن يجعل قوته ونشاطه في طاعة الله عز وجل لأن الله يحب الشاب المؤمن المطيع له.
عن النبي (ص): (ما من شئ أحب إلى الله تعالى من شاب تائب). (كنز العمال).
5-اختيار الأصدقاء الصالحين الذين يسيرون في طريق الهداية والطريق المستقيم.
عن الامام علي (ع): إيّاك ومصاحبة أهل الفسوق فإنّ الراضي بفعل قوم كالداخل معهم. (غرر الحكم).
6-الاهتمام بالزواج المبكر: عن النبي (ص): (ما من شاب تزوج في حداثة سنه إلا عج شيطانه يا ويله يا ويله عصم مني ثلثي دينه، فليتق الله العبد في الثلث الباقي).(البحار).
عن رسول الله (ص) أنه قال: (لركعتان يصليهما متزوج أفضل من رجل أعزب يقوم ليله ويصوم نهاره).
وعن النبي (ص) أنه قال: أراذل موتاكم العزاب.(مكارم الأخلاق).
وعن الإمام الصادق (ع): (من ترك التزويج مخافة الفقر فقد أساء الظن بالله، إن الله عز وجل يقول: {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله}). (مكارم الأخلاق).
المصدر: كتاب البرنامج التعليمي للأخلاق والآداب الإسلامية ص843-846. (بتصرف يسير جدا).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق