مشاركة ثابتة

نبذة عن مدونة الشباب الواعي

بسم الله الرحمن الرحيم إن هذه المدونة : تهتم بأمرين : الأول: تهتم بشؤون الشباب المسلم الواعي الذي يهمه معرفة ما يجري حوله من غزو فكري وثقاف...

الأحد، 5 يوليو 2020

اكتشف نفسك هل أنت شاب حقا؟؟

هل نحن شباب حقا؟؟

يبدو هذا التساؤل غريبا بعض الشيء؟؟

فهل يوجد شباب حقيقي وشباب مزيف؟ حتى نطرح هذا التساؤل؟؟

لكن سرعان ما يزول هذا التساؤل إذا التفتنا إلى حقيقة واضحة جدا، ولكننا في غفلة عنها، وهذه الحقيقة هي أن كل واحد منا مركب من بدن وروح، وكل واحد من هذين الجزأين يصح أن يوصف بأنه شباب أو غير شباب.

وأحيانا يكون الشخص شابا جسما وروحا.

وأحيانا يكون شابا جسما فقط.

وأحيانا يكون شابا روحا فقط.

ولكن الميزان لشبابية كل جزء يختلف عن الآخر.

فالميزان في شبابية الجسم هو ميزان مادي فكل شخص يكون في مقتبل عمره –خصوصا من سن البلوغ إلى سن الثلاثين أو فوقها بقليل- فهو شاب بلحاظ بدنه وجسمه.

وأما الميزان في شبابية الروح فهو ميزان معنوي، فكل شخص تكون روحه قوية الايمان والتقوى وترى لديه قوة إرادة وصلابة في الثبات على المبدأ فهو شاب بلحاظ روحه.

وبهذا التوضيح تعرف لماذا قلنا إن الشخص الواحد قد يجمع بين الشبابين وقد لا يجمع؛ فان الشخص إذا كان شابا بدنا وكان أيضاً مؤمنا متمسكا بإيمانه فهو شاب روحاً وبدناً، وان كان لا إيمان له فهو شاب بدنا فقط، وأما إذا كان الشخص كهلا أو عجوزا لكنه مؤمن متمسك بإيمانه فهو شاب روحا فقط.

وشباب الروح هو الشباب الحقيقي وهو موضع الفخر والاعتزاز؛ لأن الروح هي التي تمثل جوهر الانسان وحقيقته، أما البدن فهو مجرد آلة للروح معرض للزوال والفناء.

ولذا فانه ليس من الصحيح أن نهتم فقط بالرياضات الصحية البدنية والمأكولات المفيدة لنحافظ على شبابنا البدني، ونترك شبابنا الروحي بلا اهتمام، بل علينا أيضاً الاهتمام بالأغذية المعنوية والرياضات الروحية التي تحافظ على شبابنا الروحي، بل ان الوعي والبصيرة يقولان لنا أن نهتم بشبابنا الروحي أكثر من اهتمامنا بشبابنا البدني.

وهناك عدة أمور تمثل غذاء صحياً يمد الروح بالعنفوان والشبابية والقوة والصلابة، والجامع المشترك بين هذه الأمور المتعددة هو الارتباط بالله عز وجل والإيمان به، فالمطلوب تقوية هذا الارتباط بممارسة أنواع العبادات، وتخليص النية، ومجاهدة النفس.

وفي بعض الروايات إشارة إلى هذا المعنى إجمالاً:

فعن سليمان بن جعفر النهدي قال: قال جعفر بن محمد: يا سليمان من الفتى؟ قال: قلت: جعلت فداك الفتى عندنا الشاب، قال لي: أما علمت أن أصحاب الكهف كانوا كلهم كهولا فسماهم الله فتية بايمانهم، يا سليمان من آمن بالله واتقى هو الفتى.

وفي روضة الكافي علي بن إبراهيم رفعه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام لرجل: ما الفتى عندكم؟ فقال له: الشاب، فقال: لا، الفتى المؤمن، ان أصحاب الكهف كانوا شيوخا فسماهم الله عز وجل فتية بايمانهم.

بقيت الإشارة إلى شيء:

وهو أن تنوع العبادات للروح من قبيل تنوع الغذاء للبدن، فكل عبادة تعطي الروح نوعاً معينا من الغذاء الروحي، وهكذا، فالصيام مثلا يمد الانسان بالعزيمة والصبر، والحج كذلك بالإضافة إلى فوائد أخرى، والصلاة تعمق عنده الإيمان وتنهاه عن الفحشاء والمنكر اللذين يفسدان الروح ويكسران ارادتها فتكون رهينة الذل والانحطاط... وهكذا.

وقوة النية وخلوصها كلما كان أشد كان أثره على روح الانسان أقوى وأشد، فهو يولد في الانسان عزيمة وإرادة صلبة، وحينها يتجسد الشباب الروحي أكثر وأكثر، فترى هذا الانسان يحطم الموانع التي أمامه من أجل تحقيق أهدافه السامية، ولا ينكسر أو يتراجع أمام المغريات أبداً، وعلى ضوء هذا نفهم الحديث الشريف عن إمامنا الصادق (ع): «ما ضعف بدن عما قويت عليه النية».

والحمد لله رب العالمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق