مشاركة ثابتة

نبذة عن مدونة الشباب الواعي

بسم الله الرحمن الرحيم إن هذه المدونة : تهتم بأمرين : الأول: تهتم بشؤون الشباب المسلم الواعي الذي يهمه معرفة ما يجري حوله من غزو فكري وثقاف...

الخميس، 19 نوفمبر 2020

ميول الشباب إلى جمال الروح

باعتبار أن الشاب لا يزال في مقتبل العمر وفي بداية الطريق نحو هذه الحياة الطويلة المليئة بالأحداث، فإنه يتميز بأن فطرته عادة ما تكون سليمة إلى حد كبير، حيث لم يمض عليها ذلك الوقت الطويل الذي يسمح للملوثات أن تتراكم عليها..

فتجد الشاب بفطرته السليمة عنده ميول نحو القيم والمبادئ والأخلاق أو قل عنده ميول نحو جمال الروح ونقاوتها وصفائها، ويرفض بفطرته ما تأباه الفطرة السليمة من أمور غير أخلاقية وشبه ذلك...

لذا ترى في الرواية الشريفة عن النبي (ص) (إن الله بعثني بشيرا ونذيرا فحالفني الشبان وخالفني الشيوخ، ثم قرأ: فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم). سفينة البحار ج2 ص176.

فعلى المربين والمعلمين الإلتفات إلى هذه النقطة واستثمارها وتنمية هذه الميول الطيبة قبل أن تقسوا القلوب، وقد ورد عن الإمام الصادق (ع) قوله في حديث: (عليك بالأحداث فإنهم أسرع إلى كل خير) الكافي ج8 ص93.

وكذلك على الشباب أنفسهم أن يحافظوا على هذه الميول الفطرية الطيبة الموجودة عندهم نحو النقاء والصفاء والنزاهة وينموها، فقد ورد عن أمير المؤمنين (ع) قوله: (يا معشر الفتيان حصنوا أعراضكم بالأدب ودينكم بالعلم) بحار الأنوار ج77 ص200.

فعلى كل شاب أن يتحصن بالأدب والعلم ولا يدع فطرته تتلوث مع مرور الأيام والسنوات، فإنها إذا تلوثت فإن رجوعها إلى طبيعتها الأصيلة قد يكون فيه صعوبة ومعاناة شديدة جدا... وقد يصل الإنسان أحيانا إلى مرحلة اللاعودة فيكون من الخاسرين الهالكين.

ولا بأس هنا بنقل كلام الشيخ محمد تقي فلسفي حول هذا الموضوع -وهو ميول الشباب إلى جمال الروح- حيث قال في كتابه الشاب بين العقل والعاطفة:

تولد الميول إلى جمال الروح والسجايا الأخلاقية تلقائيا في باطن الشباب منذ بدء عهد الشباب.

وتتفتح في وجدانهم الرغبة في الجمال المعنوي بالضبط کرغبتهم في التجمل والتزين، والشباب بطبيعة حالهم يميلون إلى الفتوة والسخاء والكرم ويبدون علاقة شديدة بالفضائل الأخلاقية والصفات الإنسانية الحسنة.

إنهم بفطرتهم: يعشقون الصدق والأمانة والوفاء بالعهد وأداء الأمانة وعزة النفس وخدمة الناس وغيرها من الصفات الجميلة.

وينفرون من الكذب والخيانة ونقض العهد وغير ذلك من الصفات السيئة ، ويغضبون لدى مشاهدة أو سماع كل تصرف غير سليم يصدر عن الآخرين.

تنمية السجايا الأخلاقية:

ينبغي على المربين الأكفاء أن يعملوا على تنمية الميول الفطرية للسجايا الأخلاقية في ضمير الشاب مستفيدين من هذه الثروة الطبيعية.

وعلى المربين أن يدعموا ميول الشباب للأخلاق الإنسانية الفاضلة والتي هي أساس الجمال الروحي والمعنوي لدى الإنسان، ويجعلوا منهم رجالا أكفاء.

المصدر كتاب: الشاب بين العقل والعاطفة ج1 ص43.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق