هناك علامة مهمة جدا إذا وجدتها متوفرة في نفسك فاستدل بها على أن الله يحبك..
وهذه العلامة وردت في رواية عن الإمام علي (عليه السلام):
(إذا رأيت الله يؤنسك بذكره فقد أحبك، إذا رأيت الله يؤنسك بخلقه ويوحشك من ذكره فقد أبغضك).
(ميزان الحكمة ج2 ص970).
وورد أيضا عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: جاء أعرابي إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا محمد، أخبرني بعمل يحبني الله عليه. قال: يا أعرابي ازهد في الدنيا يحبك الله (عز وجل) وازهد في ما في أيدي الناس يحبك الناس. (أمالي الشيخ الطوسي ص140).
وورد أيضا في رسالة الإمام الصادق (ع) إلى أصحابه (وهي رسالة طويلة وجديرة بالتأمل):
(ومن سره أن يعلم أن اللَّه يحبه؛ فليعمل بطاعة اللَّه، وليتبعنا؛ ألم يسمع قول اللَّه تعالى لنبيه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}....).
(الكافي ج8 ص408).
وجاء أيضا في المناجاة الشعبانية:
"إلهي لَم يَكُن لي حَولٌ فَأنتَقِل بِهِ عَن مَعصيَتِكَ إلاّ في وَقتٍ أيقَظتَني لِمَحَبَّتِكَ وَكَما أرَدتَ أن أكونَ كُنتُ فَشَكَرتُكَ بإدخالي في كَرَمِكَ وَلِتَطهيرِ قَلبي مِن أوساخِ الغَفلَةِ عَنكَ".
وهذا يعني أن العلاقة وثيقة بين محبة الله تعالى وترك المعاصي، فمحبة الله تعالى (المحبة الحقيقية) تثمر الالتفات اليه واستشعار حضوره ورقابته وعدم الغفلة عنه، وبالتالي طاعته وعدم معصيته، فان المحب لمن أحب مطيع...
ولهذا نستطيع القول أخيرا: إذا كنت تحب الله تعالى (المحبة الحقيقية التي يتفرع عنها الطاعة) فاعلم أن الله يحبك أيضا.
والحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق