مشاركة ثابتة

نبذة عن مدونة الشباب الواعي

بسم الله الرحمن الرحيم إن هذه المدونة : تهتم بأمرين : الأول: تهتم بشؤون الشباب المسلم الواعي الذي يهمه معرفة ما يجري حوله من غزو فكري وثقاف...

السبت، 4 يوليو 2020

الشباب ووسائل الاعلام

وسائل الإعلام سلاح ذو حدين ...
كالسكين ان اتخذناها لقطع الفاكهة مثلاً اعتبرت نافعة ..
وان اتخذناها لقتل نفس محترمة مثلاً اعتبرت ضارة  ..
وهذا أمر واضح ...
ففي وسائل الإعلام على اختلاف أنواعها تجد الغث والسمين ، تجد السم والعسل ، تجد الخير والشر ..
فمن وسائل الإعلام الجرائد والمجلات وماتحويه من صور فاضحة ومقالات فاسدة تهدف إلى سلخ الشاب المؤمن عن دينه وزحزحته عن التزامه الديني ..
وعلى نفس المنوال أيضاً القنوات التلفزيونية وشبكة الإنترنت ، لكن هنا بطريقة أخرى نستطيع القول عنها أنها أخطر بمراتب كثيرة من الجرائد والمجلات ، لأن تجسيد الفساد بالصوت أو بالصوت والصورة معاً يكون تأثيره على المتلقي أسرع وأشد من التجسيد الصامت ...
وعلى كل حال فان احتواء وسائل الإعلام على السموم الضارة بحد ذاته مصيبة ..
ولكن تكون المصيبة أعظم اذا كان الانسان (خصوصا الشباب) ليس لديه النضج الكافي لفرز السم عن العسل ، وتمييز الخير عن الشر !!!
ومن هنا صبّ أعداء الإسلام كل جهدهم على تطوير وسائل الإعلام بكل ما أوتوا من قوة، فزرعوها بين المسلمين بأشكال متنوعة وطرق براقة تخدع الناظر وتسحر لبّه! فيبقى عاجزاً عن مفارقتها !! فيتأثر بها رغم أنفه ! إلا من كان لديه النضج والخبرة الكافية بألاعيبهم ومكرهم ...
ومن هنا يتوجب علينا أن نحصن أنفسنا بالوعي الكافي وأن نكون على دراية بخطط المستعمرين ... وهذا الأمر لا يأتي إلا ببذل الجهد والسعي الحقيقي ...

ومن أهم الخطوات التي يلزم اتخاذها في هذا المجال هو ما يلي :

* أن لا ننظر إلى هذه المسألة نظرة عابرة وغير مسؤولة، حيث أن الأغلب منا للأسف بالرغم من أنه كمسلم يعرف أن الإسلام يحارب الفساد بكل أنواعه ويمنعنا من التشجيع عليه ويأمرنا بأن نحصن أنفسنا وأبناءنا منه لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} إلا أنه مع ذلك يبرر موقفه قائلا :
ماذا أعمل هذا شيء ليس بيدي ..
هل أنا من يستطيع محاربة نشر الصور الفاضحة في المجلات أو الانترنت مثلا ....
هل أنا أستطيع منع أبنائي عن مشاهدة مثل هذه الأمور ....
وهكذا ...
لكن بدلاً من هذه التبريرات لنعلم أن بامكاننا فعل شيء كبير :
فعلى المستوى الجماعي والتعاوني :
* نقاطع كمثال المجلة أو الجريدة التي تنشر الفساد من صور ومقالات ، حتى ترتدع ولا تنشر مثل هذه الأمور ...
* اذا كان بالإمكان تقديم شكوى إلى الجهات المختصة فلنقم بذلك ....
* نعمل على إيجاد البديل السليم من المشاكل لأن كثيراً من الناس إذا لم يجد البديل فليس لديه قوة إرادة كافية حتى يستطيع المقاطعة ...
فنقوم بإنشاء أمور اسلامية خالية عن الفساد والإنحراف سواء في ذلك المجلات والجرائد والقنوات ومواقع الانترنت .
* نعمل على بث الوعي الجماعي بين الناس وتنبيههم إلى خطورة هذا الفساد على واقع الأمة والناس وذلك من خلال إقامة الندوات التوعوية مثلا ..
وعلى المستوى الشخصي والفردي :
* نحصن أنفسنا توعوياً وثقافياً حتى يكون بإمكاننا التمييز بين الحق والباطل .. 
* نقوي معرفتنا بديننا الذي نعتقد أنه خاتمة جميع الأديان وأفضلها، حتى لايهتز ايماننا به بمجرد شبهة تافهة عابرة ..
وهذان الأمران يحصلان بقراءة الكتب النافعة والموثوق بمؤلفيها، وبمجالسة العلماء والمثقفين الحقيقيين والاستفادة من علومهم ...
* نقوي ارادتنا وعزمنا وهمتنا، حتى نستطيع مواجهة غرائزنا الشهوية ونكبح جماحها ...
* نقوي لدى أنفسنا جانب رقابة الضمير .. فاذا كان الرادع الداخلي عند الانسان قوياً لا يستطيع الفساد أن يعبر إلى قلبه بسهولة ....
* نلتفت إلى أن من يعادوننا أو يهزأون بمقدساتنا، لا يريدون لنا الخير أبداً، ولذا علينا أن نشك دائما في مصداقية ما يبثونه ويكتبونه وينشرونه، بل ان أغلب الشركات العالمية الإعلامية هي في واقعها شركات تجارية ربحية وبطريقة ابتزازية، وأوضح مثال على ذلك المجلات فترى كثيراً من المجلات فارغة من أي محتوى علمي مفيد، ومع ذلك نقدم على شرائها بأي سعر كان لانخداعنا بصورة الفنانة الفلانية أو المغنية الشهيرة الفلانية على غلاف المجلة !!!! عجبا لنا ... ألا يعتبرون قد سخروا من عقولنا وبطريقة سهلة لا عناء فيها ؟؟
* نفكر في المفاسد الأخلاقية التي تحصل بسبب متابعة وسائل الإعلام الخادع ومدى خطورتها -دنيوياً وأخروياً- ....
* نعرف أن هذه الأمور تتسبب في إتلاف العمر الثمين وضياع الوقت الثمين أيضاً ...
* لنعلم من الآن أننا في نهاية المطاف سنفيق من غفلتنا وسنعرف أننا أضعنا مستقبلنا مقابل لذة موهومة وعابرة ...
.
.
وفي ختام مقالي هذا ، أنقل لكم شيئاً من كلمات الإمام الخميني (قدس سره) التي تتعلق بالإعلام ووسائله من كتاب الشباب في فكر الإمام الخميني (قدس سره) ص41-43 :      

"إن ثقافة الاستعمار المسمومة قد اخترقت حتى الأعماق البلدان والقرى والضيع الإسلامية، تركت القرآن في الخلف، وجعلت فتيتنا في خدمة الأجانب والمستعمرين أفواجاً، وهم يتسببون كل يوم بانحراف شبابنا بنغمات جديدة وأسامٍ خادعة"1.
"أفلام التلفزيون من إنتاج الغرب أو الشرق هي التي حرفت طبقة الشباب، المرأة والرجل عن المسير الطبيعي للحياة والعمل والصناعة والإنتاج والعلم، نحو الغفلة عن أنفسهم وشخصيتهم، أو التشاؤم وسوء الظن بكل شيء بأنفسهم وبوطنهم، وحتى الثقافة والأدب والمآثر القيمة التي نقل الكثير منها على يد الخونة والساعين للربح إلى مكتبات ومتاحف الغرب والشرق"2.
"المطبوعات التي يجب أن تكون حاملة لرسالة الأمة وحاملة لرسالة الإسلام، ويجب أن تكون مبلغة لأحكام الإسلام، ومنفذة للإسلام، ومهذبة للمجتمع، ويجب أن تنشر الأخلاق في المجتمع.هذه المجلات، وهذه المطبوعات، وهذا الراديو، وجميع وسائل الإعلام هذه هي التي جرت شبابنا إلى ناحية الفساد، بدل أن تجذبهم نحو الجامعة، نحو العلم والأدب.
لقد جر هؤلاء كل الأماكن نحو الفساد بخططهم الفاسدة نحو الفساد، من الجامعة التي يجب أن تكون مركز العلم والأدب إلى المطبوعات التي يجب أن تكون مربية للمجتمع، إلى الراديو والتلفزيون الذي يجب أن تربي المجتمع، إلى الإدارات التي يجب أن يكون فيها أشخاص ومراكز لأجل التربية ليدفعوا شبابنا الذين نضجوا مجدداً ودخلوا هكذا مجتمعاً نحو التراجع ويحرفوهم..."3.
"إن ما يؤثر أكثر من أي شيء في ثقافة الناس المجلّة وعنوان المجلة.لأن المجلة وكيفية عرضها له تأثير كثير.حتى لو لم يريدوا قراءة المجلة، فإن تصفح صفحاتهم هذا نفسه يؤثر في الروحية.أنتم رأيتم عندما كانت المجلاّت في أيدي المنحرفين، هذه الكتابات والصفحات تؤثر فيهم.إن الشاب الذي يتصفح المجلة ستؤثر في روحيته .
لقد قيدوا الأفكار في مجالات محدودة ولم يدعو الشاب الذي يريد الدخول إلى الجامعة يفكر بحرية وأن يدرس المسائل بنفسه... أكثر الجرائد والمجلاّت التي كانت في أيديهم، وجميعها كان من أجل زيادة الشهوات والرغبات الحيوانية في الشباب"4.
"الراديو، التلفزيون والمطبوعات ودور السينما والمسارح هي من الوسائل المؤثرة في هلاك وتخدير الشعوب، خصوصاً جيل الشباب، في القرن الأخير وبالأخص في النصف الثاني منه كم وضعت خطط كبيرة لهذه الوسائل، سواء في الإعلام المضاد للإسلام والمضاد للعلماء العاملين، أو في الدعاية لمستعمري الغرب والشرق، واستفادوا منها في صناعة سوق للبضائع، وخصوصاً التجميلية والتزينية من كل نوع، بالتقليد في الأبنية وتزيينها وتجميلها، والتقليد في أجناس الشراب والألبسة وفي أشكالها، بحيث أن الفخر الكبير يكون في التغرّب في جميع شؤون الحياة، في العمل والقول واللباس وأشكالها، وبالأخص عند النساء المترفات وشبه المترفات، وفي آداب المعاشرة وكيفية الكلام، واستخدام الألفاظ الغربية في الكلام والكتاب بشكل يصعب فهمه لأكثر الناس وللأصدقاء أيضاً.
أفلام التلفزيون من انتاج الغرب أو الشرق هي التي حرفت طبقة الشباب، المرأة والرجل عن المسير الطبيعي بأنفسهم وبوطنهم، وحتى الثقافة والأدب والمآثر القيمة التي نقل الكثير منها على يد الخونة والساعين للربح إلى مكتبات ومتاحف الغرب والشرق"5.
_____
1- صحيفة نور، ج 1، ص 156.
2- جريدة جمهوري اسلامي، بتاريخ 28 ـ 1 ـ 1361هـ. ش. 
3- صحيفة نور، ج 13، ص 40.
4- صحيفة نور، ج 15 ص 35. 
5- جريدة جمهوري إسلامي، بتاريخ 28 ـ 1 ـ 1361. 
------------------------------------------------------
* يمكن أيضا الاستفادة من موضوع أهمية الاعلام لسماحة الشيخ حسين العايش 
وإليك الرابط :
http://www.ahlolbayt.net/old/kashkol/03.htm

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق