الانسان مركب من روح وبدن ...
ويتم التعامل مع كل منها بما يتناسب معه فللروح الأمور المعنوية وللبدن
الأمور المادية ...
البدن يتغذى بالطعام والشراب .. والروح تتغذى بالعبادات والطاعات ..
وكل من الروح والبدن مرتبط بالآخر فلا حياة في البدن بلا روح من ناحية
ولا غنى للروح عن البدن في هذا العالم المادي من ناحية أخرى ، فالبدن كالآلة التي تقوم
بخدمة الروح ان أحسنا استخدامها ... فبالبدن نسعى الى مرضاة الله وننجز العبادات كالحج
والصلاة وما شابه ذلك ، ونرتقي معنويا وروحيا ... وهكذا
اذن :
علينا أن لا ننسى هذه الحقيقة ..
علينا دائما أن نعمل موازنة في الحياة ..
فلانستغرق في خدمة البدن وننسى الروح ..
لنركز في أذهاننا أن الروح تريد غذاء كما أن البدن بحاجة الى الغذاء
..
ولننتبه إلى أن البدن مهما بالغنا في تغذيته فلن يستفيد من الغذاء إلا
أياما قلائل وقت تواجده في هذه الدنيا ..
أما الروح فالمبالغة في تغذيتها مطلوبة لأن هذا الغذاء هو الذي سوف يبقى
معك ويرافقك في رحلتك الأبدية ..
النتيجة :
حينما نفكر بهذه الطريقة سوف تكون حياتنا أفضل ..
لأننا حينها نسير في الطريق الصحيح ..
فالله تعالى لم يخلقنا لنأكل ونشرب ونلهو فقط ...
بل خلقنا لعبادته ، وأراد منا أن نتقوى بالأكل والشرب على العبادة ..
قال تعالى : { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون }
وأخيراً أهمس في أذنك يا عزيزي وأقول :
لاتكن ممن يطبق عملياً مقولة "نعيش لنأكل!!!"
وكن عملياً ممن "يأكل ليعيش كما أراد الله تعالى"
وأهمس في أذنك همسة أخيرة وأقول :
أنت أيها الشاب بالذات لابد أن تهتم بالعبادة في شبابك لعدة أسباب :
الأول : لأنك في شبابك أقدر على العبادة من مرحلة الشيخوخة وأكثر حيوية
ونشاطاً .
الثاني : لأن العبادة في الشباب أكثر نفعا لك ، لما فيها من ترويض النفس
وكبح كبريائها وغرورها.
ولذا ورد في الحديث عنه ( صلى الله عليه وآله ) : إن الله تعالى يباهي
بالشاب العابد الملائكة ، يقول : انظروا إلى عبدي ! ترك شهوته من أجلي . (ميزان الحكمة
ج2 ص1401)
وورد أيضا عنه ( صلى الله عليه وآله ) : فضل الشاب العابد الذي تعبد في
صباه على الشيخ الذي تعبد بعد ما كبرت سنه كفضل المرسلين على سائر الناس . (ميزان الحكمة
ج2 ص1401)
الثالث : لأن التأثر بالعبادة في مرحلة الشباب يحصل بصورة أفضل، ولذا
يقول الإمام الخميني (قدس سره) في كتابه " الأربعون حديثاً " تحت عنوان
(في بيان أن العبادة تؤثر في الشباب) ص524 ما نصه :
" ويتم بالقرآن الكريم التأثر القلبي والتحول الباطني بصورة أفضل
فترة الشباب ، لأن قلب الفتى لطيف وبسيط وذو نقاء وصفاء أكثر . وأن وارداته قليلة ،
وتضارب الأفكار وتهافتها فيه قليل . فيكون شديد الانفعال والتأثر وسريع التقبّل .
إذن يجب على الشباب حتى إذا كانت قلوبهم مطمئنة بالإيمان ، أن ينتبهوا
إلى كيفية تفاعلهم وعشرتهم مع الآخرين ، ويتورّعوا عن الاختلاط مع السيئين . بل إن
الصداقة والاختلاط مع العصاة وذوي الخلق الفاسد والسلوك المنحرف مسيء لجميع الناس من
أي طبقة كانوا ، ويجب أن لا يكون أحد مطمئنا بنفسه ومغرورا بإيمانه أو أخلاقه وأعماله
. كما ورد في الأحاديث الشريفة الأمر بالابتعاد عن معاشرة أهل المعصية ."
الرابع: أنك لاتدري في أي لحظة
ستموت وتفارق هذا العالم فقد يوافيك الأجل وأنت في مرحلة الشباب وفي مقتبل العمر
وقد لا يوافيك الا في مرحلة الشيخوخة !
إذن لابد أن تعمل وتهتم بالعبادة حتى اذا وافتك المنية مبكراً
تكون قد أعددت العدة وتجهزت قبل فوات الأوان ، وقد أجاد القائل:
اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً * * واعمل لآخرتك كأنك
تموت غداً
الخامس: أنه يستفاد من بعض
الروايات أن العبادة فترة الشباب أكثر ثوابا من العبادة فترة الشيخوخة.
* وإليك عزيزي هذا الجدول العبادي
المقترح، وهو قد يكون بالنسبة للبعض ثقيل بعض الشيء، وبالنسبة للبعض الآخر قد
يختلف الأمر، فان أعجبك التزم به وان أحببت اجراء تعديلات عليه فهذا شيء راجع
لك :
جدول
عبادي مقترح |
الأعمال والتوصيات
اليومية |
1-
طاعة الله في كل أوامره ونواهيه. * نؤكد على : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، محاسبة النفس ... 2-
الكون على طهارة مهما أمكن طوال اليوم لاسيما وقت العبادة من قراءة قرآن ودعاء. * يستحسن الدعاء بالمأثور أثناء الوضوء. 3- أداء الفرائض الخمس في أول الوقت. * نؤكد على الالتزام بـ : الأذان والإقامة،
وأداء الصلوات في المسجد وجماعة، والتعقيب بالمأثور، وسجدة الشكر. 4- النوافل لجميع الصلوات. * يستحب أيضاً صلاة الغفيلة بين المغرب
والعشاء وتحتسبها من نوافل المغرب إذا شئت.
* بالامكان
اداء النوافل حتى في حالة المشي. 5- صلاة الليل وهي احدى عشر ركعة. * وقتها من منتصف الليل الى طلوع الفجر
(ولكن للشاب الذي يخشى عدم الاستيقاظ لها أن يصليها قبل منتصف الليل). 6- الالتزام بورد معين. * أمثلة : الاستغفار خصوصاً أوقات الأسحار،
الصلاة على محمد وآله ألف مرة مثلاً ، التسبيح خصوصاً قبل طلوع الفجر وقبل
الغروب. * تستطيع تأدية وردك وأنت ذاهب إلى العمل وكذلك
وقت عودتك منه. * إن استطعت أيضاً أن تجعل لسانك رطباً بذكر
الله دائما طوال الوقت فافعل، فمن كان مع الله كان الله معه. 7- تلاوة
القرآن الكريم. * على الأقل تلتزم بقراءة 50 آية يومياً، لما
يفهم من بعض الروايات. 8-
قراءة الدعاء. * مثال: دعاء الصباح، دعاء العهد، دعاء اليوم
الذي أنت فيه، أدعية التعقيبات... 9- قراءة زيارة اليوم الذي أنت فيه (وهي قصيرة). * كل يوم مخصص لزيارة واحد من
المعصومين عليهم السلام أو أكثر حسب ما هو موضح في كتب الأدعية. 10- أعمال ما قبل النوم من وضوء وأذكار واردة ونحو ذلك. * نؤكد على محاسبة النفس قبل النوم بأن
تسترجع أحداث يومك كله قبل أن تنام وتحمد الله على الطاعات وتستغفره من المعاصي. * يستحب أيضاً تسبيح الزهراء قبل
النوم، لتكتب من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات، كما في الرواية. 11- قراءة في كتاب ديني ولو مدة عشر دقائق
يومياً. * مثلا تقرأ في يوم مسألة فقهية وفي
يوم آخر مسألة عقائدية ، وفي آخر أخلاقية ، وفي آخر تفسير آية وهكذا... 12- الصدقة
ولو بالقليل. * لو أنك تعزل وتخصص لكل يوم ريالا واحداً مثلا
، فمع نهاية الشهر سيكون مجموع ما صرفته في الصدقة ثلاثون ريالاً، فهل يعجزك هذا
المبلغ؟ 13-
تذكر الموت. * يقول أمير المؤمنين (ع) في نهج البلاغة "و
أُوصِيكُمْ بِذِكْرِ الْمَوْتِ وَ إِقْلَالِ الْغَفْلَةِ عَنْهُ وَ كَيْفَ غَفْلَتُكُمْ
عَمَّا لَيْسَ يُغْفِلُكُمْ ....الخ" 14- عدم الإكثار من النوم. * نركز على ترك النوم في ساعتي الغفلة (من طلوع
الفجر إلى طلوع الشمس، ومن غروب الشمس إلى ذهاب الحمرة المغربية) 15- الالتزام
بالسواك وبالتختم وبالتطيب فإن هذه الأمور من المستحبات خصوصاً للصلاة. |
الأعمال والتوصيات الأسبوعية |
1-
صوم
يوم في الأسبوع على الأقل. 2-
الاستماع
إلى مجلس عزاء حسيني. 3-
المواظبة
على غسل يوم الجمعة. 4-
أداء
صلاة الجمعة إذا كانت تقام في بلدك. 5-
زيارة
القبور وقراءة شيء من القرآن الكريم وإهداء ثوابه للأموات المؤمنين. 6-
قراءة
دعاء كميل ليلة الجمعة، ودعاء الندبة يوم الجمعة، ودعاء التوسل ليلة الأربعاء. 7-
قراءة
الزيارة الجامعة لأهل البيت عليهم السلام، ومع الإمكان أيضاً قراءة زيارة
عاشوراء. 8-
صلاة
جعفر الطيار. 9-
قص
الأظافر وتنظيف الشعر. |
الأعمال والتوصيات
الشهرية |
1-
إحياء مناسبات كل شهر بحسبه. * إحياء الأعياد، إحياء
ليالي القدر في رمضان، إحياء النصف من شعبان، إحياء عاشوراء في محرم، وهكذا...). 2- صيام الثلاثة أيام المستحبة من كل
شهر. * تصوم أول خميس من الشهر وآخر خميس منه
وأول أربعاء من العشر الأواسط. |
الأعمال
والتوصيات السنوية |
1-
أداء فريضة الحج. *
والحج واجب في العمر مرة واحدة، لكن
يستحب تكراره كل سنة. 2-
زيارة المعصومين عليهم السلام خصوصاً الإمام الحسين (ع) بكربلاء. 3-
أداء العمرة الرجبية. 4-
صوم رجب و صوم شعبان (أو بعضهما على الأقل). *
والأيام التي يستحب صومها في السنة
كثيرة: منها يوم الغدير –فإن صيامه يعدل -كما في بعض الروايات- مئة حجة ومئة
عمرة مبرورات متقبلات- ومنها يوم مولد النبي (ص) ويوم المبعث ويوم دحو الأرض
-25ذي القعدة- ويوم عرفة لمن لا يضعفه عن الدعاء مع عدم الشك في الهلال ويوم
المباهلة -24ذي الحجة- ويوم النيروز وأول يوم محرم وثالثه وسابعه وكل خميس وكل
جمعة إذا لم يصادف عيداً. 5-
الاعتكاف والأفضل أن يكون في شهر رمضان. 6-
أداء الخمس. *
إذا كان عندك زائد عن مؤونة سنتك فيجب تخميسه وتفصيل المسألة تجده في الكتب
الفقهية. 7-
أداء الزكاة. *
إذا كنت تملك أموالاً زكوية كالإبل والبقر والغنم والنقدين الذهب والفضة... فتجب
عليك الزكاة، وللتفصيل راجع كتب الفقه. 8-
أداء زكاة الفطرة يوم عيد الفطر. |
.
وإليك عزيزي صفحة الأعمال والأدعية من شبكة رافد (تنفعك في التعرف على
الأعمال اليومية والأسبوعية والشهرية) :
http://www.rafed.net/calendar/الأعمال-الأدعية.html
وإليك أيضاً موقع قبسات من نور العاشقين ( يشتمل على مراقبات وتوصيات
يومية وتوصيات أسبوعية ) :
http://kabasat.com/#top
وإليك عزيزي أيضاً هذا الموضوع من شبكة السراج :
http://www.alseraj.net/15/index.shtml?كيف+++تبرمج+++حياتك+++من+++القيام+++الى+++المنام؟!
( انسخ الرابط وضعه في متصفحك )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق