بسم الله الرحمن الرحيم
بالتأمل في عدة روايات شريفة نستفيد أنه إذا أراد الإنسان أن يطرد الشيطان عن نفسه فعليه أن يأتي بالأعمال التي تقربه إلى الله تعالى، خصوصا العبادات المؤكد عليها فإن أثرها يكون مؤكدا كالصلاة والصيام والصدقة وقراءة القرآن...
فهناك معادلة: كلما اقتربت من الله أكثر ابتعدت عن الشيطان أكثر.
وهذا ما يجعلنا نفهم أكثر لماذا جاء في القرآن الكريم أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، فإن الصلاة التامة تقرب المصلي من الله تعالى وتبعد الشيطان عنه، وهذا يكون سببا في انتهائه عن الفحشاء والمنكر.
واليك بعض الروايات في هذا المجال:
عن أبي عبد الله ، عن آبائه عليهم السلام أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لأصحابه :
(ألا أخبركم بشئ إن أنتم فعلتموه تباعد الشيطان منكم كما تباعد المشرق من المغرب؟ قالوا : بلى.
قال: الصوم يسود وجهه، والصدقة تكسر ظهره، والحب في الله والموازرة على العمل الصالح يقطع دابره، والاستغفار يقطع وتينه، ولكل شئ زكاة وزكاة الأبدان الصيام) (الكافي ج4 ص62).
وورد في بعض الروايات (أذن في بيتك فإنه يطرد الشيطان) وسائل الشيعة ج4 ص642.
وورد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
(البيت الذي يقرأ فيه القرآن ويذكر الله عز وجل فيه تكثر بركته وتحضره الملائكة وتهجره الشياطين ويضيئ لأهل السماء كما تضيئ الكواكب لأهل الأرض وإن البيت الذي لا يقرأ فيه القرآن ولا يذكر الله عز وجل فيه تقل بركته وتهجره الملائكة وتحضره الشياطين) (الكافي ج2 ص610).
وورد عن محمد بن مسلم قال قال أبو جعفر ( عليه السلام ): (من سبح تسبيح فاطمة عليها السلام ثم استغفر غفر له وهي مائة باللسان وألف في الميزان وتطرد الشيطان وترضي الرحمن) (وسائل الشيعة ج6 ص442).
وورد عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال:
(من قال في كل يوم عشر مرات "أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلها واحدا أحدا فردا صمدا، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا" كتب الله له خمسا وأربعين ألف حسنة، ومحا عنه خمسا وأربعين ألف سيئة، ورفع له عشر درجات، وكن له حرزا في يومه من الشيطان والسلطان، ولم تحط به كبيرة من الذنوب) (المحاسن للبرقي ج1 ص31).
وروي عن أبي الحسن (عليه السلام) أنه قال:
إن المؤمنين يلتقيان فيذكران الله ثم يذكران فضلنا أهل البيت فلا يبقى على وجه إبليس مضغة لحم إلا تخدد حتى أن روحه لتستغيث من شدة ما يجد من الألم فتحس ملائكة السماء وخزان الجنان فيلعنونه حتى لا يبقى ملك مقرب إلا لعنه، فيقع خاسئا حسيرا مدحورا.
الكافي ج2 ص188.
وعن الرضا (عليه السلام) ، عن آبائه (عليهم السلام ) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (لا يزال الشيطان ذعرا من المؤمن ما حافظ على مواقيت الصلوات الخمس ، فإذا ضيعهن اجترأ عليه فأدخله في العظائم). (وسائل الشيعة ج4 ص112).
وقد علق الميرزا محمد تقي الاصفهاني صاحب كتاب مكيال المكارم على هذه الرواية الأخيرة بتعليق مهم جدا ونافع، واليك نص كلامه، قال:
"أقول: وهكذا الحال في كل عبادة يأتي بها المؤمن على الوجه الذي أمر الله تعالى به فإن اقتضاء العبادة لله عز وجل القرب منه ، ولازمه تباعد الشيطان، وهذا ظاهر بالوجدان ومشاهد بالعيان. ثم لا يخفى أنه كلما كانت العبادة في نظر الشارع أهم وأعظم، كان ذلك الاقتضاء فيها أكمل وأتم مثل الصلاة، والولاية، والزكاة، وقراءة القرآن، والدعاء بتعجيل فرج صاحب الزمان، وأمثالها وكذلك كلما كان أجمع لشرائط القبول كان أسرع وأكمل في حصول هذا الأمر المعقول، وبهذا البيان ظهر سببية الدعاء بتعجيل فرج مولانا صاحب الزمان لتباعد الشيطان بالدليل والبرهان" مكيال المكارم ج1 ص299.
والحمد لله رب العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق