ورد عن الإمام المجتبى (ع): لا مروءة لمن لا همة له. (راجع ميزان الحكمة ج4 ص2882).
الهمة تشكل العلامة البارزة في شخصية الناجحين والسعداء وذوي النفوس العالية..
ولا غنى لكل من ينشد الكمال والسعادة عن الهمة.. ومن يتمتع بالهمة العالية يرمق ببصره أعالي الأمور، ولا يقنع بأدانيها.. لا يرضى بالقليل من العلم والعمل وهو قادر على الكثير منهما!!
الكسل، والملل والفشل، لاوجود لها في قاموس حياته!!
بل يوجد في قاموسه: العزم والسباق نحو الخير، قال تعالى: (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ...) وقال تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ).
وأخيرا أخي الشاب حتى تقف على أهمية الهمة أكثر في كتاب الله تعالى تأمل في حكاية لقمان الحكيم مع ابنه وهو يعظه، خصوصا قوله تعالى: (يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَ أْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَ انْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ اصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ). ما ألطفه وأجمله من تعبير!!
(يا بُنَيَّ...) تنطوي على معنى عميق، من تعليم الابن على ضرورة تحمل المسؤولية رغم أنه ابن وقد يكون لايزال شابا صغيرا كما يوحي اليه التعبير ب (يابُنَيَّ) بدلا من (يا ابني)..
بينما نجد بعض أبنائنا الشباب يتهرب من حمل أي مسؤولية متخيلا أن المسؤولية من مهام الآباء والكبار فقط وشبه ذلك... ولكن لقمان الحكيم يبين لابنه عدة مسؤوليات ويعلمه أهمية القيام بها!!!
أقم الصلاة.
وأمر بالمعروف.
وانه عن المنكر.
واصبر على ما أصابك ان ذلك من عزم الأمور.
فأصحاب الهمم العالية عندهم عزيمة مع صبر، ولايدعون العقبات تقف في طريقهم، لأنهم يبحثون عن رضا الله تعالى، فلايهمهم مايصيبهم في الدنيا من تعب أو أذية في هذا الطريق.
والحمدلله رب العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق