الكثير منا ذهب الى الحدائق العامة، وذهب الى الأسواق ، والى المطاعم والمقاهي ...
والى أماكن عامة مشابهة اخرى كأرصفة الشوارع ...
وغيرها من الأماكن التي يرتادها الشباب بكثرة ويجتمعون فيها ...
والكثير منا شاهد ما تعج به هذه الأماكن في كثير من الاحيان من الصخب والضجيج الذي يسببه بعض الشباب عن طريق رفعهم على صوت الاغاني وغيرها بشكل مزعج اما من اجهزة التلفزيون المتوفرة في اماكن تجمعاتهم أو من اجهزة أخرى تؤدي نفس الغرض ...
وللأسف فان بعض الشباب لايكتفي بتشغيل الصوتيات ورفعها في الأماكن التي أشرنا إليها ، بل تراه وهو في سيارته يسير وهو رافع للصوت الى أعلى درجة ممكنة مما يسبب ازعاجا لكل من يمر عليهم ولا يفرق عنده الحال سواء كان الوقت مبكرا أو في منتصف الليل، والويل لك اذا صادف أن وقف بجانبك أثناء لحظات الانتظار عند اشارة المرور الضوئية التي قد يطول وقتها أحيانا فتبقى أنت على أعصابك لاتستطيع أن تحرك ساكنا والويل لك ان نطقت بحرف واحد وقلت له شيئا فانك لا تدري ما هو حجم السباب والشتائم الذي ستلقاه منه لا سمح الله !!
وعلى كل حال الحديث ذو شجون ....
لكن مع ذلك احساسنا بالمسؤولية يملي علينا أن نتحدث مع شبابنا الاعزاء حول هذا الموضوع ونهمس في آذانهم ببعض الهمسات ، فنقول لهم :
أولا:
تأملوا الآيات التالية :
{وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْت الْحَمِيرِ}
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ}
{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ}
ثانيا :
لابد أن ننتبه إلى الشيء الذي نشغله فان كان أمراً محرماً كالغناء فلنعلم أننا في هذه الحالة ارتكبنا محرماً باستماعنا للغناء وبالإضافة إلى ذلك شجعنا الآخرين على هذا المحرم وكنا ايضا سببا في استماعهم اليه !! وبطبيعة الحال فان الاثم في هذه الحالة يكون أكبر والعقوبة الإلهية تكون أشد !!!
ثالثاً :
لننصف أنفسنا !! فهل نقبل بأن يؤذينا أحد من الناس ؟ ؟
أم أنه ستقوم قيامتنا لو أن أحداً قام بأذيتنا ؟؟
إذن : فلنكف أذيتنا عن الناس ولا نتسبب في ازعاجهم أينما كانوا ولا نتسبب في ايقاظهم من نومهم في منتصف الليل بمرورنا على بيوتهم وصوت المسجل في أعلى درجاته، فلو عدنا إلى فطرتنا لرأينا كم أن هذا العمل مستنكر ومستقبح بلا حاجة الى دليل ولا برهان.
رابعاً :
لنقرأ بتمعن هذه المقالة عن الضوضاء ومخاطره الصحية والنفسية :
مخاطر الضوضاء الصحية :
تؤكد الدراسات العلمية بأن الضوضاء من أهم المشكلات التي تهدد صحة الانسان وتؤثر على قدرته الذهنية وحالته النفسية، ويزداد الخطر بازدياد الضجيج ويتعاظم كلما طالت المدة وتكرر الضجيج .
والضوضاء اذا جاوزت قوتها حدا معينا تؤدي الى الاضرار بالأذن الداخلية واتلاف الخلايا الحسية السمعية وهي خلايا شديدة الحساسية .
وقد أثبتت الدراسات التي قام بها باحثون أمريكيون وبريطانيون أن الشباب الذين يمضون ساعات طويلة وهم يضعون سماعات على آذانهم سوف ينتهي بهم الأمر لا محالة إلى الصمم وفي سن مبكرة .
كما أثبتت أن مستوى الصوت الذي ينتج عن الأجهزة الالكترونية والكهربائية يؤدي الى ضرر كبير بالأذن الداخلية .
والضوضاء لا تضر بسمع الانسان فحسب بل تضر ببصره أيضاً حيث اتضح أن خلايا عصبيات شبكية العين لها قدرة على التمييز بين درجات كثافة الصوت ولكن وظائف هذه الخلايا تصبح ضعيفة بفعل الضوضاء .
أثر الضوضاء على الصحة النفسية :
تثير الضوضاء لدى الانسان وضعا عصبيا وتوترا نفسيا شديدين يؤديان الى مضاعفات اخرى مثل القرحة المعدية والاثني عشر والذبحة الصدرية وذلك بسبب حدوث زيادة في افراز بعض الهرمونات في الجسم وبخاصة هرمون "الادرينالين" وهرمون "الكورتيزون" .
أما بالنسبة للحالة النفسية والعصبية فقد ثبت تأثرها ثأثرا مباشرا نتيجة الضوضاء المرتفعة التي تؤثر على قشرة المخ وتؤدي الى نقص النشاط الذي يستتبع القلق وعدم الارتياح الداخلي والتوتر والارتباك والغضب وقد تحدث مشاجرات نتيجة ذلك واذا ما كان الجهاز العصبي عاجزا عن التكيف مع الضوضاء المستمرة قد يصاب الشخص بانهيار عصبي .
مصدر مقالة مخاطر الضوضاء :
مجلة نون والقلم وما يسطرون ، العدد 11،10 محرم،صفر 1431هـ ص20-21 نقلا عن كتاب "ثبت علميا محمد كامل عبدالصمد الجزء الثالث ص 72-73.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق