مشاركة ثابتة

نبذة عن مدونة الشباب الواعي

بسم الله الرحمن الرحيم إن هذه المدونة : تهتم بأمرين : الأول: تهتم بشؤون الشباب المسلم الواعي الذي يهمه معرفة ما يجري حوله من غزو فكري وثقاف...

الخميس، 19 نوفمبر 2020

الدور التعليمي المشترك بين الأب والأم والمعلم، من خلال حكاية الامام الزكي (ع)!!

روي أن الحسن بن علي (عليهما السلام) كان يحضر مجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو ابن سبع سنين.

فيسمع الوحي فيحفظه فيأتي أمه فيلقي إليها ما حفظه.

كلما دخل علي (ع) وجد عندها علما بالتنزيل فيسألها عن ذلك فقالت: من ولدك الحسن.

فتخفى يوما في الدار، وقد دخل الحسن وقد سمع الوحي فأراد أن يلقيه إليها فارتج عليه، فعجبت أمه من ذلك.

فقال: لا تعجبين يا أماه فإن كبيرا يسمعني، فاستماعه قد أوقفني، فخرج علي (ع) فقبله. وفي رواية: 

يا أماه قلّ بياني وكلّ لساني لعل سيدا يرعاني. بحار الأنوار ج43 ص338.

الآن بعد أن قرأنا هذه الرواية أظن أن الدور التعليمي المشترك صار واضحا لدينا:

المعلم هو رسول الله (ص).

التلميذ هو الحسن الزكي (ع).

الأب هو الامام علي (ع).

الأم هي السيدة الزهراء (ع).

الحسن (ع) كان صغيرا ولايمكن بحسب العادة أن يخرج من البيت بدون توجيه ورعاية من أبويه..

والظاهر أنه حصل على هذه الرعاية من أمه الزهراء (ع) وأنها هي التي كانت ترسله إلى مجلس جده (ص) ليسمع الوحي ثم يأتي ويحدثها به..

ثم يأتي أبوه أمير المؤمين (ع) ليقوم بدوره أيضا كأب في محاولة كشف مهارات ابنه، والوقوف عن كثب على سيره العلمي، والقيام بعد ذلك بتشجيعه وتقبيله..

المعلم هنا هو سيد الكائنات (ص) ولسنا بحاجة إلى بيان عظمة الدور الذي قام به..

ولكن علينا أن نتعلم من الزهراء (ع) فلاندع عقول أبنائنا تحت تصرف أي معلم، بل لابد من انتخاب المعلم المؤتمن والكفوء.

أخيراً رأينا كيف أن حلقات هذا الدور التعليمي المشترك قد تمت بشكل رائع ومميز.. 

ابتداءً بالتعليم من النبي (ص) وحسن التلقي من الحسن السبط (ع)، واستمراراً بالاهتمام والمتابعة والتشجيع من الأبوين أمير المؤمين (ع) وسيدة نساء العالمين فاطمة عليها السلام..

ملاحظة/ 

أئمتنا الطاهرين (ع) يتمتعون بالعلم اللدني من الله سبحانه وتعالى، وليسوا بحاجة للحضور في حلقة درس لأي مدرس ومعلم من البشر العاديين في أي علم من العلوم، ولذا لم ينقل لنا التاريخ أنهم تتلمذوا كبقية الناس على يد الأساتذة والمعلمين، نعم لا مانع من تعلمهم من النبي (ص) الذي يعتبر علمه علما الهيا محضا ليس كبقية العلوم البشرية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق