روي عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال:
استقبل شاب من الأنصار امرأة بالمدينة وكان النساء يتقنعن خلف آذانهن فنظر إليها وهي مقبلة فلما جازت نظر إليها ودخل في زقاق قد سماه ببني فلان فجعل ينظر خلفها واعترض وجهه عظم في الحائط أو زجاجة فشق وجهه فلما مضت المرأة فإذا الدماء تسيل على صدره وثوبه فقال: والله لآتين رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولأخبرنه.
قال: فأتاه فلما رآه رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال له: ما هذا؟ فأخبره فهبط جبرئيل (عليه السلام) بهذه الآية: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون}. الكافي ج5 ص521.
كم يوجد من أمثال هذا الشاب في زقاقنا ممن تلاحق أعينهم النساء؟؟
وماذا ننتظر نحن الشباب هدانا الله لنفيق من غفلتنا؟؟
هل ينتظر كل واحد منا أن يشج رأسه بصدمة؟؟
أو ينشق وجهه بزجاجة أو بعظم وتسيل دماؤه على صدره ليعود إلى رشده؟؟
أم هل ننتظر أن تنزل فينا آية قرآنية لتنهانا وتحذرنا وتقول لنا إن الله يعلم بما نصنع {إن الله خبير بما يصنعون}؟؟
لماذا نتغافل عن هذه الآية الشريفة التي تأمر بغض البصر بشكل صريح؟؟
وكذلك لما التغافل عن مثل قوله تعالى: {يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور}؟؟
نعم، الله يعلم بخيانة أعيننا... سواء كنا في الطريق نمشي ولاحقنا النساء بأعيننا!!
وسواء كنا في العمل، أو في المنتزهات أو في الأسواق!! أو في أي مكان ننظر إلى النساء فيه!!
علينا بالتفكير بجد في العواقب الوخيمة المترتبة على عدم غض البصر..
ونعم ما قال الشاعر:
كلُّ الحوادثِ مبدأُها من النظـــــر ........ ومُعظَمُ النارِ مِنْ مُستَصْغرِ الشَرِرِ
كْم نظرةٍ فعلتْ في قلب صاحبها ........ فِعْلَ السهامِ بلا قـــــوسٍ ولا وتـرِ
والمرءُ مـــا دامَ ذا عينٍ يُقَـلِبُهــــا ........ في أَعينِ الغِيرِ موقوفٌ على خَطرِ
يَسرُّ مُـقلَتَهُ ما ضــــــرَّ مُــهجَــتَهُ ........ لا مــــرحباً بســـرورِ عادَ بالضـــررِ
وفي بعض الروايات الشريفة عن أهل البيت (ع) إشارات إلى بعض العواقب المترتبة على النظرة المحرمة:
عن أبي عبد الله (عليه السلام): النظرة سهم من سهام إبليس مسموم، وكم من نظرة أورثت حسرة طويلة.
عن أبي عبد الله (عليه السلام): النظرة بعد النظرة تزرع في القلب الشهوة وكفى بها لصاحبها فتنة.
عن جعفر بن محمد، عن آبائه (عليهم السلام) -في حديث- قال: ومن ملأ عينيه من حرام ملأ الله عينيه يوم القيامة من النار إلا أن يتوب ويرجع.
عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: ما يأمن الذين ينظرون في أدبار النساء ان يبتلوا بذلك في نسائهم.
وفي بعض الروايات الشريفة الأخرى إشارة إلى الفوائد المترتبة على غض البصر:
عن الصادق (عليه السلام): من نظر إلى امرأة فرفع بصره إلى السماء أو غمض بصره لم يرتد إليه بصره حتى يزوجه الله من الحور العين.
عن أبي عبد الله (عليه السلام): النظرة سهم من سهام إبليس مسموم، من تركها لله عز وجل لا لغيره أعقبه الله أمنا وايمانا يجد طعمه.
وأخيرا نقول في علاج هذه المشكلة:
على كل من ابتلي بالنظر المحرم إلى النساء أن يفكر في العواقب الوخيمة -الدنيوية والأخروية- المترتبة على فعله...
وإن كان هذا المبتلى بالنظر المحرم متزوجا فعليه أن يشبع عينيه بالحلال، وعليه أن يأمر زوجته بالتهيؤ والتزين له، ليستغني بها عن غيرها، وعليه أن يقارب زوجته ليطفئ نار شهوته بمقاربتها، فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنه قال: (يا أيها الناس إنما النظرة من الشيطان فمن وجد من ذلك شيئا فليأت أهله).
وإن كان هذا المبتلى بالنظر المحرم ليس بمتزوج فعليه بالزواج ليكون عنده الحلال الذي يستغني به عن الحرام..
وان كان لا يستطيع الزواج فعليه أن يصبر ويجاهد نفسه ويتعفف، قال تعالى: {وليستعفف الذين لايجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله}.
والحمد لله رب العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق