التبكير في الزواج -للشباب والشابات- هو من الأمور التي حث عليها الإسلام، وهناك عدة روايات يستفاد منها محبوبية التبكير في الزواج وترك العزوبة:
ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: (ركعتان يصليهما المتزوج أفضل من سبعين ركعة يصليها أعزب) الكافي ج5 ص328.
وهذا يعني أنه على كل شخص -ذكرا كان أو أنثى- أن يسارع إلى الزواج بمجرد الوصول إلى سن البلوغ والتكليف، حتى لا يفوته هذا الفضل العظيم للمصلي المتزوج.
وروي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (جاء رجل إلى أبي عليه السلام فقال له: هل لك من زوجة؟ فقال: لا، فقال إني ما أحب ان لي الدنيا وما فيها واني بت ليلة ليست لي زوجة، ثم قال: الركعتان يصليهما رجل متزوج أفضل من رجل أعزب يقوم ليله ويصوم نهاره، ثم أعطاه أبي سبعة دنانير، قال له: تزوج بهذه، ثم قال أبي عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اتخذوا الأهل فإنه ارزق لكم) تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي ج7 ص239.
وفي كتاب الفتاوى الميسرة للسيد السيستاني (حفظه الله) ص ٣٠١ ، أنه قد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله قوله: (من بركة المرأة سرعة تزويجها) .
وهناك عدة نصائح وجهها السيد السيستاني (حفظه الله) للشباب المؤمن وهي منشورة على موقعه الرسمي، وكان من ضمن هذه النصائح (وهي النصيحة الخامسة):
- الاهتمام بتكوين الأسرة بالزواج و الإنجاب من دون تأخير، فإنّ ذلك أنسٌ للإنسان ومتعة، وباعثٌ على الجدّ في العمل، وموجبٌ للوقار والشعور بالمسؤولية، واستثمارٌ للطاقات ليوم الحاجة ووقايةٌ للمرء عن كثيرٍ من المعاني المحظورة والوضيعة، حتى ورد أنّ من تزوّج فقد أحرز نصف دينه، وهو قبل ذلك كلّه سنة لازمة من أوكد سنن الحياة وفطرة فطرت النفس عليها، لم يفطم امرؤ نفسه عنها إلاّ وقع في المحاذير وابتلى بالخمول والتكاسل، ولا يخافنّ أحدٌ فيه فقراً فإنّ الله سبحانه جعل في الزواج من أسباب الرزق ما لا يحتسبه المرء في بادىء نظره.
- وليهتم أحدكم بخلق من يتزوجها ودينها ومنبتها، ولا يبالغن في الاهتمام بالجمال والمظهر والوظيفة فإنّه اغترار سرعان ما ينكشف عنه الغطاء عند ما تفصح له الحياة عن جدّها واختباراتها، وقد ورد في الحديث التحذير من الزواج بالمرأة لمحض جمالها، وليعلم أنّ من تزوّج امرأة لدينها وخلقها بورك له فيها.
- ولتحذر الفتيات وأولياؤهن من ترجيح الوظائف على تكوين الأسرة والاهتمام بها، فإنّ الزواج سنّة أكيدة في الحياة، والوظيفة أشبه بالنوافل والمتمّمات، وليس من الحكمة ترك تلك لهذه، ومن غفل عن هذا المعنى في ريعان شبابه ندم عليها عن قريب حين لا تنفعه الندامة، وفي تجارب الحياة شواهد على ذلك.
- ولا يحلّ لأوليائهنّ عضلهن عن الزواج أو وضع العراقيل أمامه بالأعراف التي لم يلزم الله بها مثل المغالاة في المهور والانتظار لبني الأعمام أو السادات، فإنّ في ذلك مفاسد عظيمة لا يطلعون عليها، وليعلم أنّ الله سبحانه لم يجعل الولاية للآباء على البنات إلاّ للنصح لهن والحرص على صلاحهن ومن حبس امرأة لغير صلاحها فقد باء بإثمٍ دائم ٍ ما دامت تعاني من آثار صنيعه وفتح على نفسه بذلك باباً من أبواب النيران.
المصدر:
https://www.sistani.org/arabic/archive/25237/
ويقول العلامة السيد جعفر مرتضى العاملي رحمه الله:
إن زواج السيدة الزهراء بأمير المؤمنين «عليهما السلام» وهي في سن العاشرة أو أزيد من ذلك بقليل يعتبر تجسيداً عملياً للنظرة الإسلامية الواقعية لموضوع الزواج، الذي ورد الحث عليه في كلمات المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم.
فإذا رأى الناس أن المرأة المعصومة، وسيدة نساء العالمين قد أقدمت على الزواج المبكر، فإن كل التحفظات تتلاشى، ويرى الناس هذا الأمر طبيعياً، وتزول الإحراجات، وتسقط الاعتراضات. المصدر: الصحيح من سيرة الامام علي (ع) ج3 ص15.
--------------------------
أيضا إقرأ موضوع بعنوان (الشباب والزواج):
https://shababwa3i2.blogspot.com/2020/07/blog-post_15.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق