مشاركة ثابتة

نبذة عن مدونة الشباب الواعي

بسم الله الرحمن الرحيم إن هذه المدونة : تهتم بأمرين : الأول: تهتم بشؤون الشباب المسلم الواعي الذي يهمه معرفة ما يجري حوله من غزو فكري وثقاف...

الأحد، 5 يوليو 2020

تعرف على لطف الله العظيم بك أيها الشاب؟!

ورد عن جابر ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): 
(إن المسلم إذا غلبه ضعف الكبر أمر الله عز وجل الملك أن يكتب له في حاله تلك مثل ما كان يعمل وهو شاب نشيط صحيح، ومثل ذلك إذا مرض وكل الله به ملكا يكتب له في سقمه ما كان يعمل من الخير في صحته حتى يرفعه الله ويقبضه...) المصدر: الكافي، ج 3، الشيخ الكليني، ص 117
.

ما أروع أن نتأمل في مثل هذه الروايات الشريفة!
فإن الكثير منا في غفلة عن العناية الإلهية العظيمة بالعباد!
تصور أخي الشاب تقول هذه الرواية الشريفة أن ثواب عملك الصالح في شبابك يكتب لك في مشيبك بلا عمل!! 
وكذلك ثواب عملك الصالح في صحتك يكتب لك في مرضك بلا عمل!!
كل هذا تكرما وتلطفا من الله الرحيم بنا حينما نصل إلى مرحلة الضعف والعجز عن العمل!!
فعلينا أولا أن نشكر الله تعالى على مننه الكثيرة وألطافه العظيمة بنا.. 
وعلينا ثانيا أن نستثمر فرصة الشباب والصحة فنضاعف فيهما الأعمال الصالحة، حتى يكتب لنا الثواب مضاعفا فترة ضعفنا وعجزنا..

تأمل معي أخي الشاب:
لنفترض أن شخصا عمل في شبابه مثلا ألف عمل صالح = يأخذ ثواب ألف عمل صالح وقت ضعفه وعجزه.
ولكن لنفترض أنه عمل في شبابه مثلا خمسة آلاف عمل صالح = يأخذ أجر خمسة آلاف عمل صالح وقت ضعفه وعجزه.

وهذه المعادلة ينبغي أن تبث فينا روح العمل والنشاط والسباق في فعل الخيرات ليتضاعف لنا الثواب في الحاضر والمستقبل.
وعلينا أن نستثمر بالخصوص أوقات الإقبال النفسي فنضاعف العمل فيها، وفي وقت إدبار النفس بإمكاننا الاقتصار على الواجبات فقط، وأما المستحبات فأمرها موسع ولو تركها الشخص فإنه لا يعاقب على تركها، ومع ذلك بإمكانه أن يقضيها في وقت آخر عندما تقبل نفسه، لذا ورد عن زرارة قال: دخلت على أبي جعفر (ع) وأنا شاب فوصف لي التطوع والصوم، فرأى ثقل ذلك في وجهي، فقال لي: إن هذا ليس كالفريضة من تركها هلك، إنما هو التطوع إن شغلت عنه أو تركته قضيته...) الكافي ج3 ص442.

ولكن مع كل هذا الإهتمام الكبير من أئمتنا (ع) بتوجيه الشباب وتشجيعهم على التطوع والتقرب بالصالحات، إلا أنه للأسف ترى الكثير من الشباب يتقاعس عن العمل في شبابه أكثر وأكثر!! ويخدع نفسه قائلا بأنني الآن شاب وعلي أن أستمتع بشبابي فعلا وإذا كبرت سأتفرغ للعبادة والأعمال الصالحة!!!
ويتغافل عن حقيقة ناصعة وهي أنه كلما كبر الشخص في السن تضعف همته ويضعف بدنه ويقل نشاطه!! 
أضف إلى هذه الحقيقة أمر آخر وهو أن الإنسان لا يضمن حياته وبقاءه إلى وقت يستطيع العمل والعبادة فيه!!
وأضف إلى هذه الحقيقة أيضا أمر ثالث وهو أن الكثير من الشباب الذين خدعوا أنفسهم بمثل هذا الكلام وأقبلوا على الدنيا بشكل مفرط بحجة أنهم شباب ولابد أن يستمتعوا بشبابهم تراهم انغمسوا في الشهوات والملذات وتجذر حب الدنيا وزبرجها في نفوسهم بحيث لما كبروا لم يستطيعوا الافلات من مخالب الدنيا، فبقوا في قبضة الدنيا إلى آخر حياتهم، فلم ينفعوا أنفسهم بالأعمال الصالحة لا في وقت الشباب ولا في وقت الشيخوخة والكبر!!

ختاما: 
إن لم يكن لدينا همة لمضاعفة العمل في شبابنا ليكتب لنا مضاعفا في شيخوختنا، فعلى الأقل لنهتم بشكل جاد في أن نقوم بالأعمال الصالحة ولو بالمقدار الواجب -ونأتي ببعض المستحبات الخفيفة أيضا في وقت إقبال النفس- حتى لا نكون ممن يؤجل ويسوف ثم ينتبه فجأة وإذا به يرى نفسه قد تأخر كثيرا وسار عنه القطار، وحينها لا ينفع الندم!!
والحمد لله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق