مشاركة ثابتة

نبذة عن مدونة الشباب الواعي

بسم الله الرحمن الرحيم إن هذه المدونة : تهتم بأمرين : الأول: تهتم بشؤون الشباب المسلم الواعي الذي يهمه معرفة ما يجري حوله من غزو فكري وثقاف...

الأحد، 5 يوليو 2020

كيف نقاوم إغراء الذنوب؟!

حتى تستطيع المقاومة والصمود أمام اغراءات الذنوب التي تحاول أن توقعك في شراكها، عليك بالأمور التالية: 

أولا: 
قم بتطوير القوة الدفاعية عندك، لتتمكن من مواجهة أي هجمة شيطانية مباغتة.  
وأهم ما ينبغي توفره في القوة الدفاعية هو التحلي بالصبر والتقوى والورع والمعرفة والبصيرة، وحياة الضمير. 

* عود نفسك أن تحسب حساباً لكل شيء تقوم به، وقبل أن تقدم عليه فكر في عواقبه..  بهذه الطريقة يبقى ضميرك حياً يقظاً، ولا يسمح لك بأن تعمل كل ما يحلو لك.. 
قبل أن تعصي الله قل لنفسك: 
كيف أعصي الله برزق وقوة من الله؟! وكيف أعصي الله وأنا في ولايته؟! وهو يراني ويراقبني؟ ألا أستحي وأخجل منه كما أخجل من عمل المعاصي أمام الناس؟! وكيف أعصي الله وأنا لا أستطيع الفرار من قبضته؟! وكيف أعصي الله وأنا لا أتحمل ولا أطيق عذاب النار؟!! 
وهذا النوع من مراقبة النفس قد ورد في تعاليمنا الإسلامية العظيمة التي جاءتنا عن طريق أهل البيت (ع)، فقد روي أن الامام الحسين بن علي عليهما السلام جاءه رجل وقال:  
أنا رجل عاص ولا أصبر عن المعصية فعظني بموعظة، فقال عليه السلام: افعل خمسة أشياء وأذنب ما شئت: 
فأول ذلك: لا تأكل رزق الله واذنب ما شئت.  
والثاني: اخرج من ولاية الله واذنب ما شئت.  
والثالث: اطلب موضعا لا يراك الله واذنب ما شئت.  
والرابع: إذا جاء ملك الموت ليقبض روحك فادفعه عن نفسك واذنب ما شئت.  
والخامس: إذا أدخلك مالك في النار فلا تدخل في النار واذنب ما شئت.  
بحار الأنوار ج 75 ص 126. 

* ومما ينفع لزيادة البصيرة هو عدم استصغار أي ذنب والتعرف على الآثار الشنيعة لممارسته. 
والالتفات الى أن هذه الآثار الشنيعة بعضها دنيوية وبعضها أخروية، فبعض الذنوب يتسبب دنيويا في الفقر او تقصير العمر او الهم والغم الذي يتطور أحيانا الى بعض الامراض النفسية والبدنية المؤلمة، ويتسبب أخرويا في العذاب العظيم..   

ثانيا: 
قم بإضعاف القوة المهاجمة لك، وضع نصب عينك قوله تعالى: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ}، ومن هنا لابد أن تعرف كيف تتعامل مع هذا العدو الخفي والا فستكون المعركة غير متكافئة!  
من هنا لابد من اتخاذ بعض الخطوات الجادة: 
افعل الأشياء التي تطرد الشيطان وأعوانه وتبعدهم عنك، كقراءة القرآن الكريم بتوجه قلبي وبصوت عال في المنزل، والأذان بصوت عال في المنزل، وذكر أهل البيت (ع) بصوت عال في المنزل كأن تقرأ بعض أبيات النعي او المديح لهم (ع) أو تقرأ بعض الأحاديث في فضائلهم كحديث الكساء وغيره.. 
افعل الأشياء التي تذهب بوسوسة الصدر وتضعف النفس الأمارة بالسوء كأن تكثر من قول لا إله الا الله باستمرار وتكثر من الصلاة على النبي (ص) وآله (ع) وتجعل لسانك رطبا دائما بهذه الاذكار الشريفة وشبهها.. 
وحاول أن تكون على طهارة دائما..   

ثالثا: 
قم بايجاد الحواجز والموانع بينك وبين هذه الاغراءات ولاتدعها تصل اليك اصلا لأنك قد لاتنجح في كبح جماحها لو وصلت اليك، فمثلا اذا كان فلان من الناس يشجع على فعل بعض المعاصي فاترك مجالسته، او مثلا اذا كانت القناة التلفزيونية الفلانية تشجع على بعض المعاصي او تتسبب في اثارة الغرائز والشهوات فاحذفها نهائيا من جهازك وهكذا.. 

ولاتنس أنّ كثيرا من الذنوب تتجلى لك بظاهر جذاب وجميل فعليك أن تعود نفسك على اكتشاف باطنها وحقيقتها ليتضح لك أن ماهو جميل في الظاهر قبيح وشنيع في حقيقته وباطنه، وهذا سيساعدك أكثر على الفرار من الذنب ووضع الحواجز بينك وبينه حتى لاتصل اليك قذارته ورائحته النتنة.. 

رابعا: 
لا تنس الاستعاذة من الشيطان الرجيم، واللجوء الى الله عز وجل والطلب منه باخلاص بأن يحيطك بعناياته وفضله، فقد قال تعالى: {وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً}. 

والحمدلله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق