مشاركة ثابتة

نبذة عن مدونة الشباب الواعي

بسم الله الرحمن الرحيم إن هذه المدونة : تهتم بأمرين : الأول: تهتم بشؤون الشباب المسلم الواعي الذي يهمه معرفة ما يجري حوله من غزو فكري وثقاف...

السبت، 4 يوليو 2020

توجيهات المرجع الفياض للمسلمين في المهجر

من توجيهات آية الله العظمى الشيخ اسحق الفياض للمسلمين في المهجر

1- لقد كان الشيعة -نصرهم الله تعالى - منذ أن عرفوا مستودع سر المعرفة الهادية ووطنوا أنفسهم على الاخلاص لها كلما رفع لهم أئمتهم علماً من المعرفة الراسخة والأخلاق العالية اقتدوا به وساروا عليه وان كلفهم ذلك الابعاد والاقصاء وتلاشي المغانم الدنيوية وهم برغمه مسرورون راضون يعدونه مغنما وفيما صار اليه مخالفهم والمزري عليهم وما استكثر منه مغرما .
2- ان الشيعي والمؤمن داع ومؤتمن في كل محل يحل فيه فاذا تورع عن المحارم واجتهد في دينه الذي يتدين به فان الأخلاق العالية والورع لله لا يجمعها الا من اشتد اخلاصه فتميل النفوس اليه بالجبلة وتقتبس من نوره فيقبل قوله لان افعاله برهان أقواله وان النفوس الضالة والحائرة ترتاح للنفوس المطمئنة وتركن اليها وان لم تعمل عملها .
3- وهذا الانموذج من البشر يعتز به كل مجتمع فانه يراه صالحا لانه يندمج معه آمنا جانبه ولا يخاف من فعله واذا كانت اليوم بعض المجتمعات الغربية المتمدنة تلهج ببعض الاخلاق الحميدة وتقيم عليها ناموسها الاجتماعي وتنتقي مواطنيها على هذا النهج فان لرسوخ تلك الصفات في نفوس المؤمنين دورا في تفضيلهم بالمواطنة فيكون سببا لاستيناس الأمم بهذا الدين ونزوعهم لأبعد مما راموا بذلك فيعرفوا حق نعمة الاسلام والدينونة لله (عز وجل) الواحد القهار وعزا له . على أن المؤمن انما يفعل ذلك بدافع المعرفة والتعبد لله سبحانه ولمعرفته بحب الله لهذه الصفات لا رياء للغير او لداع آخر .
4- ينبغي ان يلتفت الى ان احياء الشعائر الحسينية خير ضمانة لتربية النشء الصغير على قيم الدين والفضيلة لما فيه من ممارسة محببة لنفوسهم فاعمال الجوارح تؤكد مكتسبات القلوب عندهم .
5- ينبغي للمؤمنين في المجتمعات الغربية السعي لتحصيل الدرجات العلمية الممتازة وفهم المهمة الملقاة على عاتقهم فان القوة في العمل أو العلم الذي يحسنه الفرد هناك قوة للمبادئ والقيم التي يخدمها واذا ارتبط أبناء الدين والمذهب الواحد هناك برابطة الثقافة الدينية كان قوة لهم وضمنانا لمصالحهم كما أننا نرجو من تزايد أعداد المؤمنين في تلك البلاد أملا في تخفيف غلواء الفهم السيء للاسلام والايمان وصفات المؤمنين الذي يروجه المغرضون والمستفيدون من تصوير البلدان الاسلامية بالصورة السيئة .
6- ان تكوين الفكر الشيعي منذ تشكله في صدر الاسلام الأول لم يكن محددا باقليم أو جماعة وهو ضمير الاسلام ودعوته لباها الناس من كل جنس واجتهدوا بالعلم والتدريس حتى صاغوا خلاصة علمهم في فتواهم ولذا ترى الشيعة يرجعون الى الفقهاء استنادا الى المبدأ الذي يقره جميع العقلاء برجوع الجاهل للعالم باعتبارهم غير متمكنين لتحصيل مدرك الفتوى التي تمثل حكم الله في الواقعة التي يسألون عنها ولا يرون حكم العقل غير الرجوع للأعلم مبرئا للتكاليف في الشريعة التي يؤمنون بها فاذا ثبتت علميته أو أعلميته بدرجة تؤهله للتقليد لم يترددوا في الرجوع اليه مهما كان جنسيته او انتمائه العرقي ولا غرابة في ذلك بعد ان أجمع العقلاء في كل العالم اذا ما اطمأنوا بكفاءة أو علمية شخص ما في أمر يحتاجون اليه يلقون بحاجتهم اليه ويتبعونه ويأتمرون بأمره لتحصيل غرضهم وتقليد الفقيه لايشذ عن هذه السيرة فلا يستغرب بعد ذلك اذا ماقلد المواطن الأمريكي مثلا فقيها في النجف أو قم لأنه يرشده في ضمن ما يحتم عليه دينه ذلك ولا يتعارض أبدا مع شرائط مواطنته وما تقتضيه من موافقات ومنافيات .
7- وأول شاهد على صدق نظرة ديننا الى واقع المرأة أنه لم يحرمها من أي موقع أو منصب في المجتمع أو أي حق أمكن لها أن تكون فيه كفوءة مثل الرجل ولا يوجد أصل أولي يقدم الرجل فيه على المرأة فيما لم يرد فيه نص شرعي واضح على تقديم الرجل او اختصاصه بالرجل على أن هذه الموارد قليلة ومعلومة الغاية فيها من اختصاصها بالرجل كلها لجهات ترجع الى جهات دينية لاحظ فيها الشارع طبيعة تكوين المرأة المقتضية للمحافظة على عفتها وطهارتها والرأفة بها وفيما عدا ذلك في السعي في ميادين العلم والتعلم واكتساب الفضائل والمراقي الفكرية ومواقع الانتاج والعمل هي على قدم واحدة مع الرجل ولم يتوقف المجتمع برجاله ونسائه في الرجوع للمرأة اذا أتقنت جانبا من صناعة أو علم ولكن المرأة محتاجة لمعرفة حدود دينها وحرمتها وحجابها قبل أن تنوي الولوج الى المواقع العامة فان مفاسد الاختلاط بين الرجال والنساء من دون ضوابط شرعية لاتخفى على كل عاقل وهي واجبة المراعاة بحكم الله تعالى العالم بمصالح العباد .
8- ان أئمتنا وقادتنا صلوات الله عليهم مع أنهم أقصوا عن مناصبهم ومراتبهم الا أنهم كانوا في الطليعة في تقديم الخدمة والمؤونة للمجتمع فلم يبخلوا صلوات الله عليهم ببذل معونة أو حتى تقديم مشورة للدولة الظالمة التي مارست في حقهم أقسى مراتب الاقصاء والتهميش فينبغي للمؤمنين الذين يعيشون في المهجر أن يساهموا بشكل فاعل في إصلاح المجتمع وتقديم الخدمات والمشاركة في اختيار الأصلح الذي يأخذ بأيدي الجميع إلى بر الأمان وان كانوا يعيشون تحت ظل السلطة غير الاسلامية .
------------
المصدر نشرة حديث الدار عدد 18 من عام 1433هـ .
http://www.ruqayah.net/books/files/pic/n18/n18-04.jpg

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق