لماذا طرحنا موضوع "الشباب والدين" ؟؟
أليس الدين لجميع الناس ؟!
نعم الدين للجميع للشباب وللكهول وللشيوخ ...
لكن مرحلة الشباب مرحلة أسبق ويمر الإنسان بها قبل غيرها ..
فاذا لم يلتزم بالدين في هذه المرحلة أو لم يعرفه في هذه المرحلة فقد يفوته القطار لاسمح الله ، أو تتعقد عليه الأمور ...
فمنذ أن يتعدى الإنسان مرحلة الطفولة ويبلغ سن التكليف، يصبح شابا مخاطباً بجميع التعاليم الدينية والقيم الإسلامية ..
وعليه أن يكون كفوءا ويقوم بمسؤولياته الدينية منذ اللحظة التي بلغ فيها سن التكليف وأن لا يقول أنا صغير وهذه شؤون الكبار ومسؤولياتهم وما شابه ذلك من أعذار مختلقة ، فلو كان الله سبحانه -وهو الحكيم- يرى أن الانسان الشاب ليس مؤهلا للقيام بمهمات ومسؤوليات تجاه الدين لما كلفه بمسؤوليات دينية ...
ولذا فان الله عز وجل لم يكلف الناس بطريقة عشوائية ، بل كلفهم بطريقة تتناسب مع طبيعة خلقتهم وفطرتهم فتراه جعل سن البلوغ عند البنت هو إكمال التسع سنوات ، ولم يجعل الولد كذلك ! بل جعل سن البلوغ له هو إكمال الخمسة عشر سنة أو حصوله على احدى العلامتين الأخرتين الدالتين على بلوغه مرحلة الفتوة والرجولة وهما عبارة عن نبات الشعر الخشن على العانة -أو على الوجه كما صرح بذلك بعض الفقهاء- والاحتلام.
إذن :
أخي الشاب المؤمن أختي الشابة المؤمنة :
أنتم جزء من المجتمع الاسلامي تعيشون ضمن دائرة المخاطبين بالتكاليف الدينية ..
ولذا عليكم أن تكونون على اطلاع بما يجب عليكم فعله وما يجب عليكم تركه ..
اقرأو في كتب الفقه وتثقفوا في المسائل الدينية..
انظروا الى باب التقليد في الرسائل العملية تجدون أنه يجب على المكلف تعلم أجزاء العبادات الواجبة وشرائطها ..
وكذلك ذكر بعض الفقهاء أنه يجب تعلم مسائل الشك والسهو التي هي في معرض ابتلاء المكلف!!
فهل أخذنا هذه الفتوى وأمثالها بعين الاعتبار ؟
هل فكرنا يوماً أن ندخل دورة نتعلم فيها أهم أمور ديننا ونتعلم فيها المسائل التي نبتلي بها بشكل يومي ونتعرف على حكم الشرع والدين فيها ؟
قد تقول لي لم أحصل على دورة هكذا ، أقول لك صحيح بعض المناطق لايوجد فيها لكن وكما يقول المثل "لايضيق على فقيه مسلك" فبالامكان تعلم المسائل الدينية بطرق أخرى إما أن تذهب بنفسك إلى أهل الاختصاص وتطلب منهم ذلك أو تستفيد من الوسائل العصرية الحديثة كالانترنت والكمبيوتر فالسيديات التعليمية موجودة ومبذولة ..
وفي الختام أهمس في أذنك وأقول:
أنت حينما تذهب من الصباح الباكر الى المدرسة وكذلك إلى العمل ما الذي دفعك لذلك ؟؟
قد تقول لي أنك لا تستطيع أن تبني لنفسك مستقبلا مشرقاً بدون الدراسة والعمل !!!
أليس كذلك !!
معك الحق يا عزيزي ..
فبدون الدراسة والتعلم سوف تكون أمياً من ناحية ..
وسوف لن يكون معك شهادة من ناحية أخرى ..
وبدون الشهادة قد لا تحصل على وظيفة ..
وبدون الوظيفة والعمل سوف لن تؤمن احتياجاتك ..
إلا إذا كنت عالة على غيرك ..
أو استجديت ما في أيدي الناس ..
وقفة تأمل :
بعد هذا كله لنتأمل ونسأل أنفسنا السؤال التالي :
لماذا لا نتعلم أمور ديننا ؟؟
ألا يوجد دافع يدفعنا ؟؟
ألا تكفي أوامر الله عز وجل أن تكون دافعا لنا ؟؟
أليس وراءنا مستقبلا أخروياً ينتظرنا ؟؟
لماذا اهتمينا بمستقبلنا في الدنيا الفانية وتركنا مستقبلنا في الآخرة الباقية ؟؟؟
أظن أنك لا تخالفيني في هذا يا عزيزي ..
لكن اعلم أيضاً أنه :
بدون تعلم مسائل الدين لن تستطيع القيام بمسؤولياتك الدينية كما أراد الله تعالى منك ذلك ..
وان لم يكن معك عذر في تقصيرك سوف تكون من العصاة لرب العالمين ..
وهذا يعني أنك لم تؤمن لنفسك جواز المرور على الصراط يوم القيامة ..
وبدون جواز المرور على الصراط لن تستطيع العبور إلى الجنة ..
وسوف تعرض نفسك للمساءلة .. والعقوبة ..
وحينها لن ينفعك الاستجداء من الناس ..
لأنه تعالى قال : يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ {الشعراء/88} إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ {الشعراء/89}
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق