مشاركة ثابتة

نبذة عن مدونة الشباب الواعي

بسم الله الرحمن الرحيم إن هذه المدونة : تهتم بأمرين : الأول: تهتم بشؤون الشباب المسلم الواعي الذي يهمه معرفة ما يجري حوله من غزو فكري وثقاف...

الأحد، 5 يوليو 2020

الشباب والشابات والموضة

طالما رأينا أعزاءنا الشباب والشابات يتسابقون الى العمل بكل موضة جديدة خصوصا فيما يتعلق بالملابس وموديلاتها وألوانها أو طريقة اللبس وكيفيته..

والبعض الآخر يهتم أيضا بالموضة في غير الملبس كألوان جدران البيت أو نوع الأثاث ولونه وشكله..

أو شكل قصة الشعر أو لون صبغته.. وما شابه ذلك مما يتعلق بروتين الحياة اليومي ...

مما يجعل البعض يرمي بعض الممتلكات السليمة أحيانا ويستبدلها بما راج مجددا ... وهكذا.

فهل هذا التصرف صحيح ؟ أم خطأ ؟ وبما ينصح أصحاب هذا النفس ؟

في الجواب نقول: قبل كل شيء وقبل ابداء النصيحة وقبل التعرف على التصرف المنطقي والعقلائي فيما يتعلق بالموضة، لابد من أن ينتبه هؤلاء الأعزاء إلى نقطة مهمة وهي أنه هل ما سيقومون به سائغ في نفسه، أم لا، فاذا كان سائغا ومحللاً نأتي ونرى هل هو أمر جيد وعقلائي أم لا؛ فكثير من الأشياء تكون فيها مخالفات شرعية فتكون محرمة من الأساس، ولنضرب مثالا على ذلك:

وهو أنه قد تكون الموضة عند فئة من الشباب هي أن يحلقون لحيتهم، فهنا لامجال للنقاش في أن هذا التصرف محبوب أم لا، وهل هو ينبغي أم لا، لأن حلق اللحية -كما هو الرأي المعروف عند الفقهاء- عمل محرم.

وبعد اتضاح هذه النقطة نأتي ونرى ما هو الرأي العقلائي والسليم تجاه العمل بالموضة (اذا كانت محللة) فنقول:

لا افراط ولاتفريط .

التجديد جيد وكذلك تغيير الروتين في الحياة لكن لابد من انتهاج الطريقة الوسطى والمعتدلة في ممارسة التغيير والتجديد حتى لانقع في استنزاف لانهاية له .

وبامكاننا القول ان هناك نظرتان للتغيير والتجديد لابد من التمييز بينهما:

النظرة الاولى: ان ننظر للتجديد على انه غاية وهدف لابد من تحقيقه مهما كلف الامر.

النظرة الثانية: ان ننظر للتجديد على انه وسيلة -وليس غاية- وسيلة اما للوصول الى غاية واقعية ومحددة كنا نبحث عنها او على الاقل وسيلة لرفع الملل ولرفع المستوى المعنوي للروح وتحسيسها بنشاط اكبر وهكذا.

والنظرة الثانية هي الصحيحة، والعقلاء الناجحون في حياتهم هكذا ينظرون للتجديد ولاتغريهم كثرة المظاهر والزبارج.

بل ان الانسان اذا أطلق العنان لشهوة التغيير والتجديد لن يرتاح باله أبدا وسيعيش حالة من الهوس التي قد تصيره سفيها بنظر العقلاء لايحسن التصرف في أمواله برشد فتراه همه البحث عن آخر موديل من كل شيء حتى لو كانت السلعة التي لديه سالمة وتلبي حاجاته بكل كفاءة وهكذا، وهو لايشعر ان الشركات التجارية تستنزفه من حيث لايشعر والدليل ان الشركات المصنعة كثيرا من الاحيان تصدر موديلا جديدا لسلعة معينة لايختلف عن الموديل السابق اختلافا جوهريا بل الاختلاف سطحي وشكلي ولكن بفضل الدعاية والاعلانات الخداعة يروجون بضاعتهم مستغلين بساطة كثير من الناس.

لفتة1/

ليس كل أمر محلل يلهث خلفه الإنسان ويعمله، فكثير من الأشياء هي محللة في نفسها لكنك تجدها محاطة بمفاسد متعددة لو التفت اليها الانسان العاقل لتركها حتى لايبتلي بمفاسدها، وهذه المفاسد متنوعة فقد تكون عبارة عن اتلاف الوقت الثمين فيما لايعود على الشخص بالمنفعة الحقيقية لدنياه وآخرته، وقد تكون هذه المفاسد اجتماعية أو أخلاقية، كتجنب الناس لهذا الشخص ونبذه لخروجه عما هو المألوف لديهم، أو لأنهم ينظرون له على أنه ذو شخصية مهزوزة ينعق خلف كل ناعق ويتابع الشرق والغرب في عاداتهم قبل أن يزنها ويعرضها على الذوق السليم والخلق الرفيع من دون أن يأبه ويعتني بكونها متلائمة مع آداب الاسلام وسننه أم لا، وغير ذلك.

لفتة2/

كما يحصل التجديد والتغيير بشراء اثاث جديد مثلا غير الاثاث السابق يحصل ايضا بتغيير شكل الاثاث واضفاء بعض التغييرات الشكلية عليه او صبغه مثلا وهكذا، فمجال الابداع موجود والانسان الناجح هو الذي يستطيع التكيف مع الظروف المواتية بشكل جيد وعدم الانجرار وراء كل شيء حتى لو كان بالنظرة العقلائية المتزنة لاداعي له.

لفتة3/

بعض الاشخاص بحجة التغيير والتجديد يرمي الملابس المستعملة مثلا ويشتري جديدة كل فترة من الزمن والصحيح انه بدلا من رميها يعطيها للفقراء والمحتاجين ، وهكذا بقية الاشياء غير الملابس فلابد من التصرف برشد وعقلانية في جميع الامور.

لفتة4/

ما جاع فقير الا بما متع به غني كما ورد، وهذه مسؤولية علينا ان نعيها جيدا ولانكون انانيين لانحب الا انفسنا، فبامكاننا بذل بعض الاموال لسد حاجات الفقراء بدلا من اعطائها شركات الخداع والاستنزاف مستغلين بساطتنا وانخداعنا بالشكليات والمظاهر البراقة التي لاتعدو كونها سرابا.

والحمد لله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق