عن أبي يحيى حكيم بن سعد، قال:
"سمعت عليا (عليه السلام) يقول: إن أصحاب القائم شباب لا كهول فيهم إلا كالكحل في العين، أو كالملح في الزاد، وأقل الزاد الملح".
كتاب الغيبة للنعماني - ج 1 - الصفحة 328.
أخي الشاب إعرف قدر نفسك!! فهناك آمال كبيرة معلقة عليك!!
الشباب يعني الهمة، يعني العنفوان، يعني العزم، يعني القوة، يعني الشجاعة!!
ونصرة الإمام القائم (عج) حمل كبير وثقيل، يحتاج إلى خبرة الكهل والشيخ، ويحتاج بشكل أكبر إلى قوة وعزيمة الشباب!!
والحمل الثقيل لا ينوء به إلا أهله، والشباب هم أهله!!
لكن هنا وقفة تأمل أخي الشاب:
فليس كل شاب مؤهل للقيام بهذا الحمل الثقيل؟؟ وهذا أمر بديهي!
كما أنه لا نتوهم أنه لن يشارك في القيام بهذا الحمل الثقيل من لم يكن شابا كالكهول والشيوخ!!
فان من الكهول والشيوخ من يملك عزيمة حبيب ابن مظاهر شيخ الأنصار، فيستحق أن يشارك في القيام بهذا الحمل الثقيل!
وفي المقابل هناك من الشباب من لا يملك شيئا من إيمان وعزيمة القاسم ابن الحسن (ع) ذلك الشاب الحدث الذي بهر العالم بصلابة عزمه، فلا يستحق أن يشارك في القيام بحمل ثقيل كهذا الحمل!!
إذن نصرة الامام القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف الذي سيملأ الأرض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا، تحتاج إلى أشخاص يتمتعون بقوة الإيمان والشجاعة والتضحية والفتوة، والشباب الذي يتمتع بمثل هكذا صفات، يستحق أن تعلق عليه الآمال.
اذن علينا أن نتأمل مع أنفسنا نحن الشباب المؤمن:
هل هيأنا أنفسنا لنصرة إمامنا عجل الله تعالى فرجه الشريف؟
هل نحن بالفعل متهيؤون نفسيا وروحيا وفكريا وعمليا لنصرة إمامنا لو ظهر؟
هل نحن بالفعل نقوم بنصرة ديننا ومذهبنا، ونقوم بدفع شبهات المشككين، وكشف زيف المشوهين لصورة الاسلام؟
لو ظهر الامام القائم (عج) فهل نحن مستعدون حقيقة لأن نحارب بين يديه؟
أم فقط نقول من باب لقلقة اللسان (اللهم اجعلنا من أنصاره وأعوانه والمستشهدين بين يديه)؟
إذن علينا أن نعلم -خصوصا نحن الشباب- أننا لسنا نحن فقط ننتظر الفرج بظهور قائم آل محمد (عج)!
بل إنه هو (عج) ينتظر منا الكثير والكثير قبل أن يخرج!
فإن خروجه لابد له من تمهيد، ويحتاج لتهيئة الأرضية المناسبة لذلك.
والشاب الواعي الذي يعرف الغاية والهدف من وجوده، لن يغفل عن القيام بدور التهيئة والتمهيد ولن يتهرب من المسؤولية، فان تحمل هذه المسؤولية من أفضل القربات والطاعات، لذا في الحديث الشريف (أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج من الله عز وجل) والانتظار الحقيقي يكون بالتهيؤ لما تنتظره، لا بأن تقف مكتوف اليد وتقول أنا أنتظر.
أخيرا: علينا أن نشعر أنفسنا بحجم المسؤولية! ونفكر في الأمر بجدية أكثر!
لا تقل أنا شاب عليّ أن أستمتع بحياتي، وتلقي بالمسؤولية على الكبار!!
فالكل مسؤول بحسب طاقته وقدرته، عن تهيئة الأرضية وتمهيدها لخروج الإمام القائم (ع)...
فمثلا إذا رأيت أنت أيها الشاب منكرا يرتكب أمامك ولم تنه عنه رغم قدرتك على ذلك!
أو رأيت معروفا يترك ولم تأمر به رغم قدرتك على ذلك وتوفر الشرائط!
أو مثلا رأيت شخصا يهزأ بالقيم الإسلامية ويصفها بالتخلف والرجعية ومع ذلك قمت بالسكوت عن بيان الحق وكشف الباطل!
فحينها عليك أن تراجع حساباتك، وعليك أن تعلم أنك لست صادقا في قولك في الدعاء: (اللهم اجعلنا من أنصاره وأعوانه والمستشهدين بين يديه).
والحمد لله رب العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق