بسم الله الرحمن الرحيم
ان قضية ابتعاث أبنائنا من شباب وشابات إلى الخارج للدراسة أو العمل و
شبه ذلك انتشرت في الوقت الحاضر بشكل ملفت، وأصبحت واقعاً فرض نفسه ولا مفر منه، مع
ما لهذه الظاهرة من أبعاد في غاية الخطورة ان لم يتم أخذ التحصينات اللازمة والتزود
بالزاد اللازم لهذا السفر وهذا الابتعاث، ومما يؤسف له أن مجتمعنا لم يفكر في مسألة
الابتعاث بطريقة مسؤولة ولم يعرها أهمية كافية...
وحتى يكون كلامي أقرب إلى القبول ولا يقال أني أعطيت المسألة فوق حجمها،
سأطرح عليكم أعزائي بعض الأسئلة :
هناك دول فقيرة تتفشى فيها الكثير من الأمراض، هل ذهبتم إليها ؟
هذه الدول الفقيرة بعضها سياحية وجميلة، لماذا تخافون من الذهاب إليها؟
لماذا لو صمم أحدكم الذهاب إليها نراه قبل الذهاب إليها يسأل عن طبيعة
الأمراض الشائعة هناك !! ويسأل عن طبيعة الناس هل متوحشين أو لا !!
ويسأل ويسأل ويأخذ الاحتياطات اللازمة ثم يذهب بكامل الحذر !! وقد لا
يطيل الاقامة هناك بل يعود مسرعاً !!
بعد طرح هذه التساؤلات لن أنتظر منكم يا أعزائي جوابا؛ لأنه واضح ..
لكن أسألكم أيضاً "اذا اراد ابننا الذهاب الى الخارج" :
هل فكرنا في طبيعة الدولة التي يذهب إليها، وسألنا عنها؟
هل سألنا ما هي الأمراض الأخلاقية المنتشرة فيها، حتى نحصن ابننا ضد هذه
الأمراض؟؟
هل نخاف خوفا حقيقيا من تأثير هذه الأمراض الأخلاقية على المبتعث؟
هل نعمل موازنة بين عدة دول ومناطق ونختار الأخف ضررا؟
هل نسأل ما اذا كان بامكان المبتعث الحفاظ على دينه والقيام بشعائره الدينية
في هذه الدولة أم أنه سيمنع من ممارسة شعائره ؟
هل زودنا هذا المبتعث بالزاد اللازم لسفره؟ هل حثثناه على الاطلاع على
المسائل الشرعية التي سيحتاجها هناك من قبيل حكم الاختلاط بين الرجال والنساء وحكم
مصافحة النساء وحكم انشاء العلاقات العاطفية مع الفتيات ووو ؟؟؟
هل نحاول أن نذهب مع ابننا الى مكان بعثته ونساعده على أن يعيش هناك بطريقة
لاينجرف بها مع السيل فنبحث له مثلا عن سكن بعيد عن محلات الفجور والانحطاط ونحاول
أن يكون له جيران بعيدين عن ممارسة أشكال الانحراف مهما أمكننا ذلك ، أو نحاول ان نجعله
يسكن مع جاليات مسلمة اذا وجد وأمكن هذا ، ونوصي المؤمنين اذا كانوا موجودين هناك بمساعدته
واعانته على اكمال دراسته بعيدا عن المغريات والشهوات وهكذا ...
وعلى كل حال فان المؤمن الذي تنبض فيه روح المسؤولية في أعماقه لايتعامل
مع هذه المسألة بشكل عابر وغير مسؤول أبدا...
همسة في أذنك أخي المبتعث :
أنت عزيزي المبتعث يفترض أنك مكلف وناضج فحتى لو لم يقم والدك وأهلك بخطوات
جادة لتهيئة المناخ المناسب لك في بلاد الغربة ولم يزودوك بالكتب والمسائل الشرعية
التي تحتاجها هناك، فإن هذا لا يعني أنك معذور في هذا لأنه بامكانك أنت أيضاً خلق الأجواء
المناسبة لنفسك وذلك بالتوكل على الله والاستعانة بالمؤمنين، فالمهم أن تصمم وتسعى
وستصل الى مرادك، وبالنسبة للكتب والمسائل الشرعية فإما أن تأخذها من أهل العلم أو
تقوم بشرائها، أو تقوم بإنزالها من الانترنت، فمواقع العلماء والمراجع فيها ما يشفي
غليلك.
وبمناسبة حديثنا عن الابتعاث الى الخارج أرى من المناسب ادراج كلمة موجزة
إلى المغتربين المسلمين في بلاد الكفر للمرجع المرحوم آية الله العظمى الشيخ جواد التبريزي
أعلى الله في الجنان مقامه :
حيث وجه إليه سؤال : هل لكم من كلمة موجزة إلى المغتربين المسلمين في
بلاد الكفر؟
فأجاب قائلاً :
بسمه تعالى: الإخوة المؤمنون في البلاد الغربية أيدكم اللّه ورعاكم، من
اللازم عليكم
أن تحافظوا على عقائدكم الدينية بتمامها وكمالها، وان تلتزموا بالواجبات
والتكاليف الشرعية لتصونوا أنفسكم وأهلكم من موجبات الانحراف وتيارات الفساد الموجودة
في تلك المناطق، وعليكم بتعليم الجيل الجديد من أبنائكم وبناتكم آداب الإسلام وأحكام
الدين على طريق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ، حتى يكون داعياً لغير المسلمين للإسلام.
بهذه الصورة تستطيعون تبليغ الدين في تلك المناطق وجلب أفراد آخرين لاعتناق
هذا الدين والتقيد بمذهب أهل البيت (عليهم السلام) ، واللّه العالم.
المصدر : كتاب الانوار الالهية في المسائل العقائدية ص251.
كما يمكن الاستفادة من هذا الرابط :
http://shababwa3i.3abber.com/post/120052
وهو يتضمن اثني عشر وصية مهمة لتحصين المسلم نفسه وأهله ضد خطر أجواء
بلاد الكفر، (هذه الوصايا مأخوذة من كتاب فقه المغتربين).
===================================
وهذه بعض الاستفتاءات التي تهم المبتعث :
وهذه بعض الاستفتاءات التي
تهم المبتعث : |
الاستفتاء الأول
(من كتاب أجوبة الاستفتاءات لآية الله السيد علي الخامنئي دام ظله) : س299: هل يجوز
للمسلم أن يهاجر الى بلد غير إسلامي؟ ج: لا مانع
من ذلك، ما لم يكن فيه خوف مقت دينه. ويجب عليه هناك، بعد التحفظ على دينه ومذهبه،
القيام بالدفاع عن الإسلام والمسلمين، وبسائر ما يجب عليه من نشر الدين والأحكام
وغير ذلك بقدر ما يتمكن. |
الاستفتاء الثاني
( من كتاب الفقه للمغتربين وفق فتاوى آية الله السيد علي السيستاني دام ظله ) م ـ 14: يشعر
الساكن في أوروبا وأمريكا وأضرابهما بغربته عن أجوائه الدينية التي نشأ عليها وتربى
فيها، فلا صوت القرآن يسمع، ولا صوت الأذان يعلو، ولا الزيارة للمشاهد المقدسة واجوائها
الروحية موجودة. ــ فهل يعدُّ
تركه لأجوائه الإسلامية في بلده وما يصاحبها من أعمال خيرية، ثم معيشته هنا بعيداً
عنها، نقصاناً في الدين؟ * ليس ذلك نقصاناً يحرم بسببه السكن في تلك البلدان،
نعم الابتعاد عن الأجواء الدينية ربما يؤدي بمرور الزمن الى ضعف الجانب الإيماني
في الشخص الى الحدّ الذي يستصغر معه ترك بعض الواجبات، أو ارتكاب بعض المحرمات، فإذا
كان المكلف يخاف أن ينقص دينه بالحدّ المذكور جرّاء الإقامة في تلك البلدان، لم يجز
له الإقامة فيها. |
الاستفتاء
الثالث ( من موقع آية الله السيد علي السيستاني دام ظله ) السؤال :
ما حكم الزوجة والأولاد البالغين في سفرهم الى بلد ينقص فيه الدين ؟ الجواب :
إذا تأكدت الزوجة وجزمت بأن سفرها مع زوجها يستلزم نقصاناً في دينها حرم عليها السفر
معه. إذا تأكد الأولاد
البالغون بنين أو بنات بأن سفرهم مع أبيهم أو أمهم أو أصدقائهم مثلا يستلزم نقصاناً
في دينهم حرم عليهم السفر معهم. يقصد الفقهاء بـ (نقص الدين): إما
فعل الحرام باقتراف الذنوب الصغائر أو الكبائر كشرب الخمر أو الزنا أو أكل الميتة
أو شرب النجس أو غيرها من المحرمات الأخرى. وإما ترك الواجب
كترك الصلاة أو الصوم أو الحج أو غيرها من الواجبات الأخرى. |
الاستفتاء
الرابع ( من موقع آية الله السيد علي السيستاني دام ظله ) السؤال :
متى يجوز سفر المؤمن إلى البلدان غير الإسلامية؟ ومتى يحرم؟ الجواب :
يستحسن سفر المؤمن الى البلدان غير الإسلامية لغرض نشر الدين وأحكامه، والتبليغ بها
إذا أمن على دينه ودين أبنائه الصغار من النقصان، قال النبي محمد (ص) للإمام علي
(ع) «لئن يهدي الله بك عبداً من عباده خير لك مما طلعت عليه الشمس من مشارقها الى
مغاربها». وعن النبي
(ص) أيصاً أن رجلاً قال له أوصني فقال: «أوصيك أن لا تشرك بالله شيئاً... وادع الناس
الى الاسلام، واعلم أن لك بكل من أجابك عتق رقبة من ولد يعقوب». يجوز سفر المؤمن
الى البلدان غير الإسلامية، إذا جزم أو اطمأن بأن سفره اليها لا يؤثر سلباً على دينه،
ودين من ينتمي إليه. يجوز للمسلم
كذلك أن يقيم في البلدان غير الإسلامية إذا لم تشكّل عائقاً عن قيامه بالتزاماته
الشرعية بالنسبة الى نفسه وعائلته حاضراً ومستقبلاً. يحرم السفر
الى البلدان غير الإسلامية أينما كانت في شرق الأرض وغربها، إذا استوجب ذلك السفر
نقصاناً في دين المسلم، سواء أكان الغرض من ذلك السفر السياحة أم التجارة أم الدراسة
أم الإقامة المؤقتة أم السكنى الدائمة أم غير ذلك من الأسباب. |
-----------------------------
وهذه أيضا روابط تهمك أخي المبتعث :
وهذه أيضا روابط تهمك أخي المبتعث : |
كتاب الفقه للمغتربين (وفق آراء آية الله السيد علي السيستاني حفظه
الله) |
كتاب مرشد المغترب ( توجيهات وفتاوى آية الله
السيد محمد سعيد الحكيم حفظه الله) |
ندوة بعنوان "الابتعاث إلى الخارج
هموم وقضايا" ( للشيخ عبدالجليل البن سعد ) |
-----------
* وإليك أيضاً روابط أخرى تهمك :
1- ندوة بعنوان "فقه المبتعثين1" (لسماحة العلامة الشيخ علي
الدهنين حفظه الله) :
http://youtu.be/lfIbSdneCiI
2- محاضرة لسماحة السيد منير الخباز حفظه الله بعنوان (المغترب والدور
الرسالي) :
www.almoneer.org/download.php
3- العلم والأخلاق شيئان أساسيان للمغترب (للشيخ الدكتور عبدالله اليوسف)
:
youtu.be/P7GcQJkeKLg
4- الالتزام بالدين وشعائره للمغتربين (للشيخ الدكتور عبدالله اليوسف)
:
youtu.be/9Htz-ouJGzk
5- أولويات المبتعثين ج1 (للشيخ الدكتور عبدالله اليوسف) :
youtu.be/-ODyVkZt2wo
6- أولويات المبتعثين ج2 (للشيخ الدكتور عبدالله اليوسف) :
youtu.be/HZwFqdRTmn4
* ملاحظة : يوجد أيضاً في قسم المحاضرات ما ينفع المبتعثين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق