مشاركة ثابتة

نبذة عن مدونة الشباب الواعي

بسم الله الرحمن الرحيم إن هذه المدونة : تهتم بأمرين : الأول: تهتم بشؤون الشباب المسلم الواعي الذي يهمه معرفة ما يجري حوله من غزو فكري وثقاف...

السبت، 4 يوليو 2020

المرجعية الدينية والشباب

بسم الله الرحمن الرحيم 

ان العلماء الأبرار أيدهم الله تعالى وخصوصاً مراجع الدين منهم يعون وعياً تاماً أهمية الشباب في المجتمع ومدى تأثيرهم في المجتمع وتأثرهم به كذلك ، لذا قاموا بواجبهم تجاه الشباب والفتيات وبذلوا جهوداً جبارة في سبيل توعيتهم والرقي بهم إلى أعلى المستويات التي تليق بهم ، خصوصاً فيما يتعلق بالناحية المعنوية والروحية التي تمثل في واقع الأمر حقيقة وجوهر الإنسان .

وجهود العلماء تنوعت وتعددت طرقها وأساليبها كل بحسب استطاعته ، فمن العلماء من شيد المؤسسات أو الأوقاف الخيرية التي تهم الشباب ، ومنهم من خدم الشباب بقلمه فألف الكتب ونشر المقالات والمجلات التوعوية الهادفة التي تجيب على تساؤلات الشباب وتزيح الستار عن كثير من الحقائق المغيبة عنهم وترفع التشويش الحاصل لهم بسبب الشبهات التي ينشرها المضللون والمغرضون ، ومنهم من خدم بلسانه وصوته فألقى المحاضرات الهادفة وشارك في الندوات النافعة وأقام الدروس والحلقات الدينية وحث الشباب اليها وشجعهم على حضورها، كما أن كثيراً منهم طور أسلوبه بما يتناسب مع عصرنا الحاضر فقام بممارسة مسؤولياته الهادفة على مستوى عالمي اما في القنوات الفضائية أو  في مواقع الانترنت ، ولذا ترى بحمد الله توفر عدد لابأس به من مواقع الانترنت التي تهتم بالتبليغ والارشاد والتي يشرف عليها كبار العلماء الواعين ، وكذلك ترى بأن أكثر مراجع الدين لهم مواقع على الإنترنت يضعون فيها كتبهم وفتاواهم وبقية نشاطاتهم الهادفة ويخاطبون عن طريقها جمهورهم باصدار البيانات المتفرقة بحسب ما تستدعيه المناسبات والظروف المختلفة.

وإليك بعض البيانات والكلمات الصادرة عن المراجع والعلماء العظام والتي تبين لك مدى اهتمامهم بالشباب:


====  المرجعية الدينية والاهتمامات بقضايا الأمة وخصوصا الشباب ====

اصدر مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم بيانا يعبر عن مدى اهتمام المرجعية الدينية بكل فئات المجتمع الإسلامي وكيف تبذل الغالي والنفيس لحفظ أجيال الأمة الإسلامية من الضياع والتلف كما صانها وحفظها العلماء السابقون جاء فيه :

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان من مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم (دام ظله) ( 57 / 1035 ) 
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين وعلى اله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين .

اهتماما بقضية الشباب وضرورة ترجمتها على الواقع ارتأينا تعيين (( 11 شعبان )) من كل عام المصادف لذكرى ميلاد علي الأكبر عليه السلام ـ باعتباره القدوة الصالحة للشباب المسلم ـ بعنوان … يوم الشباب المسلم لتكون فرصة مناسبة لوضع البرامج الفاعلة بشان الشباب المسلم وهمومهم آملين من العلماء الأفاضل ومسؤولي المؤسسات والمراكز الإسلامية الاهتمام الجاد بهذا المشروع الحيوي من خلال عقد الجلسات والندوات في هذا اليوم لمناقشة الخطوات والبرامج الكفيلة بتوجيه الشباب المسلم وتقوية ارتباطه بجذوره الدينية والأخلاقية الأصيلة . سائلين الباري تعالى الموفقية والتسديد للجميع ، إنه سميع مجيب

العناوين المقترحة للبحث : 
1 ـ الإسلام والشباب 
2 ـ القران والشاب. 
3 ـ أهل البيت عليهم السلام والشباب 
4 ـ المرجعية الدينية والشباب . 
5 ـ الشباب وهموم الاغتراب . 
6 ـ الشباب ودورهم في بناء المجتمع . 
7 ـ دور الشباب في الصراع الفكري المعاصر . 
8 ـ الأسرة والشباب . 
9 ـ نجوم لن تغيب ( شباب اثروا تاريخنا الإسلامي ) . 
10 ـ الغزو الإعلامي وآثاره الخطيرة على شبابنا . 
11 ـ التربية الإيمانية الحصن المنيع للفتاة المسلمة . 
12 ـ الكتاب الإسلامي وتطلعات الشباب . 
13 ـ الشباب من الاغتراب إلى البناء . 
14 ـ الشباب والانترنيت . 
مكتب سماحة آية الله العظمى . 
السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم (دام ظله). 
23 رجب 1423

مصدر البيان : http://www.shiaweb.org/rowad_shiaweb/mawadea/mz5.html

===================

   أيضاً اقرأ :

نص كلمة المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد إسحاق الفياض ( دام ظله ) في جمع من الشباب المؤمن

بسم الله الرحمن الرحيم 

إن شبابنا المؤمنين هم رجالنا في المستقبل وهم العمود الفقري لمجتمعنا ولذلك يجب علينا الاهتمام بدورهم وبذل أقصى الجهد في تربيتهم وتثقيفهم بالثقافة الدينية والأخلاقية وتجهيزهم وتزويدهم بطاقات نفسيه كبيرة وأخلاق سامية إسلامية وحل مشاكلهم المعقدة وهذا الحل يتمثل في توفر العناصر التالية : 

الأول : يتمثل في الإيمان بالله القادر المطلق الذي قدمته شريعة السماء إلى الإنسان على الأرض وترسيخ هذا الإيمان في نفوسهم فإنه يعالج الجانب السلبي من مشكلة الإنسان الكبرى حيث أنه يرفض الضياع والإلحاد ويضع الإنسان موضع المسؤولية أمام الله تعالى  في مسيرته وحركته في هذا الكون بالطريق المستقيم والعادل ويبعده عن التصرفات اللامسؤولة والمنحرفة والسلوك الغير مستقيم فالإنسان الضائع هو الذي يكون تحركه وسيره في الكون عشوائيا وينفعل بالعوامل وتتجاذبه الأهواء يميناً ويساراً وإما الإنسان المؤمن فإنه يستمد حركته ومسيرته في الكون ( الفردية والأسرية والاجتماعية ) من الكتاب والسنة ويطلب العون من الله تعالى في كل شيء لأنه القادر المطلق ، فدور الإيمان بالله دور الارتباط بالمطلق ودور الاستقرار والطمأنينة في النفوس ودور الهداية وعدم الضياع ودور اعتماد الإنسان المؤمن في كل مرحلة من مراحل مسيرته الطويلة الشاقة على خالقه العظيم . ويتبلور هذا الدور عند يأس المؤمن عن كافة العلاقات مع الناس ومع الطبيعة وانقطاعها عنه فإنه في هذه الحالة ميئوس عن كل شيء إلا عن رحمة المطلق المنان لأنه الوسيلة الوحيدة له في هذه الحالات الصعبة . 

الثاني : يتمثل في العبادات لأن دور العبادات كبير في الإسلام ، فإن نظام العبادات الشرعية الإسلامية نظام أبدي ثابت لا يتأثر بطريقة الحياة العامة التي تتأثر وتتطور وقتا بعد وقت وقرنا بعد أخر فإن الإنسان كما يصلي في عصر الحجر ويصوم ويحج كذلك يصلي في عصر الفضاء ويصوم ويحج وهكذا الآن العبادات في القرن المتحضر وهو قرن الذرة نفس العبادات في القرن البدائي والعصور السابقة ولا يتأثر بتأثر الحياة الطبيعية وتطويرها واختلاف أسلوبها حيث أن الإنسان الذي يقود الأشياء بقوة الذرة ويزاول عملية السير في الفضاء ويصلي ويصوم ويحج فكذلك الإنسان الذي يقود الأشياء بقوة اليد فنظام العبادات نظام ثابت لا يتغير والسبب فيه أن العبادات علاقة بين الإنسان وربه وهي علاقة معنوية لا تتأثر بمرور الزمان وتطويره ولا يختلف باختلاف أسلوب الحياة وتطورها وقتا بعد وقت ، وأما علاقة الإنسان بالطبيعة فهي علاقة مادية تتأثر بتأثر الطبيعة وتطورها قرنا بعد قرن وعصرا بعد عصر   .

الثالث : يتمثل في ترك المحرمات الإلهية فإن له دورا كبيرا في المجتمع الإسلامي وفي سلوكه الأخلاقي وتوازنه الاجتماعي على أساس أن المحرمات الإلهية في نوعيتها من الأعمال القبيحة والدنيئة عند العقلاء ، لأنها إذا شاعت في أي مجتمع أفسدته خلقيا وأخرجته من الترفع الإنساني إلى التدني الحيواني ولهذا حرمها الشارع الحكيم على الناس زائدا على حرمتها عند العقلاء وجعل لمرتكبها عقابا في يوم المعاد وعقوبة في الدنيا قبل الآخرة .لأن الرذائل والآثام لو شاعت في أي مجتمع لأفسدته وأسقطته عن درجة المجتمع الإنساني وأزالت منه الأمن والأمان وراحة البال ومن هنا يجب علينا جميعاً ولا سيما على شبابنا المسلمين الابتعاد عن هذه الرذائل والاجتناب عنها وصرف أقصى جهدهم حتى يصبح ذلك ملكة فاضلة لهم ، وبهذا يكونون قد خدموا أنفسهم ومستقبلهم ودينهم ومجتمعهم وأصبحوا أناسا مميزين كما ينبغي أن يكون تعاملهم فيما بينهم ومع الآخرين بالحكمة والموعظة الحسنة وبابتسام الوجه وبلسان طيب وحسن المعاشرة مع الناس بالخلق الكريم فإنها تورث المودة والمحبة فيما بينهم وبعد ذلك نقول أن من يجهز نفسه بالإيمان بالله المطلق معنويا وروحيا ويربط حياته ووجوده كل بإفاضته المطلقة بحيث لو انقطعت لانقطعت حياته وأنه لا حول ولا قوة إلا بحوله وقوته وأدى ما يجب عليه من العبادات وترك المحرمات عمليا في سلوكه الشخصي والاجتماعي والأسري فقد عالج مشكلته الكبرى وهي التناقض بين الدوافع الذاتية والميول والاتجاهات الشخصية وبين مصالح الإنسان الكبرى وهي : الدين والعدالة الاجتماعية فإن الإيمان بهذه العناصر الثلاث يجهز الإنسان بطاقات غريزة الدين ودوافعه وبذلك تصبح المصالح العامة للمجتمع الإنساني منسجمة مع الميول الطبيعية والدوافع الذاتية هذا هو دور الدين في سلوك الإنسان وحل مشاكله الكبرى .

15 شعبان 1427 هـ

المصدر : http://www.alfayadh.com/site/index.php?show=news&action=article&id=27

===========================
  أيضأً اقرأ :

نصائح المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني ( دام ظله ) للشباب المؤمن

بسم الله الرحمن الرحيم
تحيّة طيبة للمرجع الديني الأعلى سماحة  آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظلّه الوارف)
نحن جمعٌ من الشباب الجامعي ومن الذين ينشطون في المجال الاجتماعي، نرجو التفضّل علينا ببعض النصائح التي تنفعنا في هذه الأيّام والتي توضح دور الشباب وماذا يتطلّب منهم لكي يمارسوا دورهم، وغيرها من النصائح التي تنفعهم برأيكم الكريم.
جمعٌ من الشباب الجامعي والناشطين الاجتماعيين


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمدٍ وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أمّا بعد فإنّني أوصي الشباب الأعزاء ـــ الذين يعنيني من أمرهم ما يعنيني من أمر نفسي وأهلي ـــ بثمان وصايا هي تمام السعادة في هذه الحياة وما بعدها، وهي خلاصة رسائل الله سبحانه إلى خلقه وعظة الحكماء والصالحين من عباده، وما أفضت إليه تجاربي وانتهى إليه علمي:

الأولى : لزوم الاعتقاد الحق بالله سبحانه والدار الآخرة، فلا يفرطن أحدكم بهذا الاعتقاد بحال ٍ بعد أن دلّت عليه الأدلّة الواضحة وقضى به المنهج القويم، فكل كائن في هذا العالم ـــ إذا سبر الإنسان أغواره ـــ صنع بديع يدلّ على صانع قدير وخالق عظيم، وقد توالت رسائله سبحانه من خلال أنبيائه للتذكير بذلك، وقد أبان فيها عزّ وجل أنّ حقيقة هذه الحياة ـــ كما رسمها هو ـــ مضمار يبلو فيه عباده أيّهم أحسن عملاً، فمن حجب  عنه وجود الله سبحانه والدار الآخرة فقد غاب عنه من الحياة معناها وآفاقها وعاقبتها وأظلمت عليه المسيرة فيها، فليحافظ كلّ واحد ٍ منكم على اعتقاده بذلك، وليجعله أعزّ الأشياء لديه كما هو أهمّها، بل يسعى إلى أن يزداد به يقيناً واعتباراً حتّى يكون حاضراً عنده، ينظر إليه بالبصيرة النافذة والرؤية الثاقبة، وعند الصباح يحمد القوم السرى.

وإذا وجد المرء من نفسه في برهة من عنفوان شبابه ضعفاً في دينٍ مثل تثاقلٍ عن فريضة ٍ أو رغبة ٍ في ملذّة ٍ فلا يقطعن ارتباطه بالله سبحانه وتعالى تماماً، فيصعّب على نفسه سبيل الرجعة، وليعلم أنّ الإنسان إذا تنكّر لأمر الله سبحانه في حالة الشعور بالقوّة والعافية اغتراراً بها فإنّه يؤوب إليه تعالى في مواطن العجز والضعف اضطراراً، فليتأمل حين عنفوانه ــ الذي لا يتجاوز مدّة محدودة ــ في ما هو مقبل عليه من مراحل الضعف والوهن والمرض والشيخوخة.

وإيّاه أن ينزلق إلى التشكيك في المبادئ الثابتة لتوجيه مشروعية ممارساته وسلوكه اقتفاءً لشبهات لم يصبر على متابعة البحث فيها، أو استرسالاً في الاعتماد على أفكارٍ غير ناضجة أو اغتراراً بملذّات هذه الحياة وزبرجها، أو امتعاضاً من إستغلال بعضٍ لاسم الدين للمقاصد الشخصيّة، فإنّ الحق لا يقاس بالرجال بل يقاس الرجال بالحق.

الثانية : الاتّصاف بحسن الخلق، فإنّه جامع للفضائل الكثيرة من الحكمة والتروّي والرفق والتواضع والتدبير والحلم والصبر وغيرها، وهو بذلك من أهمّ أسباب السعادة في الدنيا والآخرة، وأقرب الناس إلى الله سبحانه وأثقلهم ميزاناً في يوم ٍ تخفّ فيه الموازين هو أحسنهم أخلاقاً، فليُحسّن أحدكم أخلاقه مع أبويه وأهله وأولاده وأصدقائه وعامّة الناس، فإن وجد من نفسه قصوراً فلا يهملنّ نفسه بل يحاسبها ويسوقها بالحكمة إلى غايته، فإن وجد تمنّعاً منها فلا ييأس بل يتكلّف الخلق الحسن، فإنّه ما تكلّف امرؤٌ طباع قوم إلاّ كان منهم، وهو في مسعاه هذا أكثر ثواباً عند الله سبحانه ممّن يجد ذلك بطبعه.

الثالثة : السعي في إتقان مهنة و كسب تخصّص، وإجهاد النفس فيه، والكدح لأجله، فإنّ فيه بركات كثيرة يشغل به قسماً من وقته، وينفق به على نفسه وعائلته، وينفع به مجتمعه، ويستعين به على فعل الخيرات، ويكتسب به التجارب التي تصقل عقله وتزيد خبرته، ويطيب به ماله، فإنّ المال كلّما كان التعب في تحصيله أكثر كان أكثر طيباً وبركة، كما أنّ الله سبحانه وتعالى يحبّ الإنسان الكادح الذي يجهد نفسه بالكسب والعمل، ويبغض العاطل والمهمل ممّن يكون كلاّ ً على غيره، أو يقضي أوقاته باللهو واللعب، فلا ينقضينَّ شباب أحدكم من دون إتقان مهنة أو تخصّص ٍ فإنّ الله سبحانه جعل في الشباب طاقات ٍ نفسيّة ً و جسديّة ً ليكوّن المرء من خلالها رأس مال ٍ لحياته، فلا يضيعنّ بالتلهّي والإهمال.

وليهتم كلّ واحدٍ بمهنته وتخصّصه حتى يتقنها، فلا يقولنّ بغير علم ولا يعملنّ على غير خبرة، بل يعتذر فيما لا يستطيعه أو يعلمه أو فليرجع إلى غيره ممن هو أخبر منه، فإنّه أزكى له وأجلب للوثوق به، وليعمل عمله ووظيفته بنَفَسٍ واهتمام، وتذوّقٍ وإقبال، فلا يكون همّه مجرّد جمع المال ولو من غير حلّه، فإنّه لا بركة في المال الحرام، ومن جمع مالاً من غير حلّه لم يأمن من أن يفتح الله عليه من البلاء ما يضطرّ إلى إنفاقه فيه مع مزيد عناءٍ وابتلاء، فلا غنى به للمرء في الدنيا، وهو وبال عليه في الآخرة.

وليجعل نفسه ميزاناً بينه وبين غيره فيكون عمله لغيره على نحو ما يعمله لنفسه، ويحبّ أن يعمله له الآخرون، وليحسن كما يحب أن يُحسن الله سبحانه إليه، وليراع أخلاقيات المهنة ولياقاتها، فلا يتشبث بالطرق الوضيعة التي يستحي من أن يعلنها، وليعلم أن العامل والمتخصّص مؤتمن على عمله من قِبَل من يعمل له ويرجع إليه، فليكن ناصحاً له، وليحذرن خيانته من حيث لا يعلم، فإنّ الله تعالى رقيب عليه وناظر إلى عمله، ومستوفٍ منه إن عاجلاً أو آجلاً، وأنّ الخيانة والغدر لهما أقبح الأعمال عند الله سبحانه وأخطرها من حيث العواقب والآثار.

وليهتمّ الأطباء بين أهل المهن بمزيد اهتمام بهذه النصائح لأنهم يتعاملون مع نفوس الناس وأبدانهم، فليحذرن كل الحذر من تخطّى ما تقدّم فإنّه يؤول إلى سوء العاقبة وإنّ غداً لناظره قريب.

وقد قال سبحانه عزّ من قائل: [وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ]، وعن النبيّ (صلّى الله عليه وآله): (إنّ الله تعالى يحبّ إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه).

وليهتم طلاّب العلم الجامعي والأساتذة فيه بالإحاطة بما يتعلّق بمجال تخصّصهم مما انبثق في سائر المراكز العلمية وخاصّة علم الطب حتّى يكون علمهم ومعالجتهم لما يباشرونه في المستوى المعاصر في مجاله، بل عليهم أن يهتمّوا بتطوير العلوم من خلال المقالات العلمية النافعة والاكتشافات الرائدة، ولينافسوا المراكز العلمية الأخرى بالإمكانات المتاحة، وليأنفوا من أن يكونوا مجرّد تلامذة لغيرهم في تعلّمها ومستهلكين للآلات والأدوات التي يصنعونها، بل يساهموا مساهمة فعّالة في صناعة العلم وتوليده وانتاجه، كما كان آباؤهم روّاداً فيها وقادةً لها في أزمنة سابقة، وليست أمة أولى من أمة بذلك، وعليكم برعاية القابليّات المتميّزة بين الناشئين والشباب ممّن يمتاز بالنبوغ ويبدو عليه التفوّق والذكاء حتّى إذا كان من الطبقات الضعيفة وأعينوهم مثل إعانتكم لأبنائكم حتّى يبلغوا المبالغ العالية في العلم النافع، فيكتب لكم مثل نتاج عملهم وينتفع به مجتمعكم وخلفكم.

الرابعة : التزام مكارم الأفعال والأخلاق وتجنّب مذامها، فما من سعادةٍ وخيرٍ إلاّ ومبناها فضيلة، وما من شقاء ٍ وشرّ ٍ ــ عدا ما يختبر الله به عباده ــ  إلاّ ومنشؤهُ رذيلة، وقد صدق الله سبحانه إذ قال [وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ].

فمن الخصال الفاضلة: المحاسبة للنفس، والعفاف في المظهر والنظر والسلوك، والصدق في القول، والصلة للأرحام، والأداء للأمانة والوفاء بالعهود والالتزامات، والحزم في الحق، والترفع عن التصرّفات الوضيعة والسلوكيّات السخيفة.

ومن مذامّ الخصال: العصبيّات الممقوتة، والانفعالات السريعة،والملاهي الهابطة، ومراءاة الناس، والإسراف عند الغنى، والاعتداء عند الفقر، والتبرّم عند البلاء، والإساءة إلى الآخرين ولا سيّما الضعفاء، وهدر الأموال، وكفران النعم، والعزّة بالإثم، والإعانة على الظلم والعدوان، وحب المرء أن يُحمد على ما لم يفعله.

وأؤكد على الفتيات في أمر العفاف، فإنّ المرأة لظرافتها أكثر تأذّياً وتضرّراً بالسلبيات الناتجة عن عدم الحذر تجاه ذلك، فلا ينخدعن بالعواطف الزائفة ولا يلجن في التعلقات العابرة مما تنقضي ملذّتها، وتبقى مضاعفاتها ومنغّصاتها. فلا ينبغي للفتيات التفكير إلاّ في حياة مستقرّة تملك مقوّمات الصلاح والسعادة، وما أوقر المرأة المحافظة على ثقلها ومتانتها المحتشمة في مظهرها وتصرفاتها، المشغولة بأمور حياتها وعملها ودراستها.

الخامسة : الاهتمام بتكوين الأسرة بالزواج و الإنجاب من دون تأخير، فإنّ ذلك أنسٌ للإنسان ومتعة، وباعثٌ على الجدّ في العمل، وموجبٌ للوقار والشعور بالمسؤولية، واستثمارٌ للطاقات ليوم الحاجة ووقايةٌ للمرء عن كثيرٍ من المعاني المحظورة والوضيعة حتى ورد أنّ من تزوّج فقد أحرز نصف دينه، وهو قبل ذلك كلّه سنة لازمة من أوكد سنن الحياة وفطرة فطرت النفس عليها، لم يفطم امرؤ نفسه عنها إلاّ وقع في المحاذير وابتلى بالخمول والتكاسل، ولا يخافنّ أحدٌ فيه فقراً فإنّ الله سبحانه جعل في الزواج من أسباب الرزق ما لا يحتسبه المرء في بادىء نظره، وليهتم أحدكم بخلق من يتزوجها ودينها ومنبتها، ولا يبالغن في الاهتمام بالجمال والمظهر والوظيفة فإنّه اغترار سرعان ما ينكشف عنه الغطاء عند ما تفصح له الحياة عن جدّها واختباراتها، وقد ورد في الحديث التحذير من الزواج بالمرأة لمحض جمالها، وليعلم أنّ من تزوّج امرأة لدينها وخلقها بورك له فيها.

 ولتحذر الفتيات وأولياؤهن من ترجيح الوظائف على تكوين الأسرة والاهتمام بها، فإنّ الزواج سنّة أكيدة في الحياة، والوظيفة أشبه بالنوافل والمتمّمات، وليس من الحكمة ترك تلك لهذه، ومن غفل عن هذا المعنى في ريعان شبابه ندم عليها عن قريب حين لا تنفعه الندامة، وفي تجارب الحياة شواهد على ذلك.

ولا يحلّ لأوليائهنّ عضلهن عن الزواج أو وضع العراقيل أمامه بالأعراف التي لم يلزم الله بها مثل المغالاة في المهور والانتظار لبني الأعمام أو السادات، فإنّ في ذلك مفاسد عظيمة لا يطلعون عليها، وليعلم أنّ الله سبحانه لم يجعل الولاية للآباء على البنات إلاّ للنصح لهن والحرص على صلاحهن و من حبس امرأة لغير صلاحها فقد باء بإثمٍ دائم ٍ ما دامت تعاني من آثار صنيعه وفتح على نفسه بذلك باباً من أبواب النيران.

السادسة : السعي في أعمال البرّ ونفع الناس  ومراعاة الصالح العامّ ولا سيّما ما يتعلّق بشؤون الأيتام والأرامل والمحرومين، فإنّ فيها تنمية للإيمان  وتهذيباً للنفس وزكاة لما أوتيه المرء من نعم وخيرات، وفيها سنّ للفضيلة وتعاون على البرّ والتقوى وأداء صامت للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومساعدة لأولياء الأمور على حفظ النظام العامّ ورعاية المصالح العامة، وموجبٌ لتغيير حال المجتمع إلى الأفضل، فهو بركة في هذه الدنيا ورصيد للآخرة، وإنّ الله سبحانه يحبّ المجتمع المتكافل المتآزر الذي يهتّم المرء فيه بهموم إخوانه وبني نوعه ويحبّ لهم من الخير مثل ما يحبّ لنفسه.

وقد قال عزّ من قائل: [وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ]، وقال:

[ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ]، وقال النبيّ (صلّى الله عليه وآله): (لا يؤمن أحدكم حتّى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه ويكره لأخيه ما يكره لنفسه)، وقال أيضاً: (من سنّ سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها).

    السابعة : أن يُحسن كلّ امرئ وليَ شيئاً من شؤون الآخرين أمر ما تولاّه، سواء في الأسرة أو في المجتمع، فليُحسن الآباء رعاية أولادهم والأزواج رعاية أهاليهم وليتجنّبوا العنف والقسوة حتّى فيما اقتضى الموقف الحزم رعايةً للحكمة وحفاظاً على الأسرة والمجتمع ، فإنّ أساليب الحزم لا تنحصر بالإيذاء الجسدي أو الألفاظ النابية بل هناك أدوات ومناهج تربوية أخرى يجدها من بحث عنها وشاور أهل الخبرة والحكمة بشأنها، بل الأساليب القاسية كثيراً ما تؤدّي إلى عكس المطلوب بتجذّر الحالة التي يراد علاجها وانكسار الشخص الذي يُراد إصلاحه، ولا خير في حزم ٍ يقتضي ظُلماً، ولا في علاج لخطأٍ بخطيئة.

ومن ولّي أمراً من أمور المجتمع فليهتم به وليكن ناصحاً لهم فيه ولا يخونهم فيما يغيب عنهم من واجباته، فإنّ الله سبحانه متولٍّ لأمورهم وأمره جميعاً و سوف يسأله يوم القيامة سؤالاً حثيثاً، فلا ينفقن أموال الناس في غير حلّها، ولا يقرّرن قراراً في غير جهة النصح لهم، ولا يستغلّن موقعه لتكوين فئة وحزب يتستّر بعضهم على بعضٍ ويتبادلون المنافع المحظورة والأموال المشبوهة، ويزيحون الآخرين عن مواضع يستحقونها أو يمنعون عنهم خدمات يستوجبونها، وليكن عمله لجميع الناس على وجه واحد فلا يجعله سبيلاً للمجازاة على حقوق خاصّة عليه لقرابة أو إحسان أو غير ذلك، فإنّ وفاء الحقوق الخاصّة بالحق العام جور وفساد، فإن ساغ لك ترجيح أحد فعليك بترجيح الضعيف الذي لا حيلة له ولا جهة وراءهُ ولا معين له على أخذ حقّه إلاّ الله سبحانه. ولا يستظهرنّ أحد في توجيه عمله بدين أو مذهب، فإنّ الدين والمذاهب الحقّة قائمة على المبادئ الحقّة من رعاية العدل والإحسان والأمانة وغيرها، وقد قال الله سبحانه: [لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ]، وقال الإمام (عليه السلام): (إنّي سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول في غير موطن : لنْ تُقَدَّسَ أُمَّةٌ لا يُؤْخَذُ لِلضَّعِيفِ فِيهَا حَقَّهُ مِنَ الْقَوِيِّ غَيْرَ مُتَعْتِعٍ). فمن بنى على غير ذلك فقد زيّن لنفسه الأماني الزائفة والآمال الكاذبة، وأحقّ الناس بأئمة العدل كالنبيّ (صلّى الله عليه وآله)، والإمام علي (عليه السلام)، والحسين الشهيد (عليه السلام) أعملهم بأقوالهم وأتبعهم لسيرتهم، وليلتزم المتولي لأمور الناس بمطالعة رسالة الإمام علي (عليه السلام) لمالك الأشتر عندما بعثه إلى مصر، فإنّها وصف جامع لمبادئ العدل وأداء الأمانة وهو نافعٌ للولاة ومن دونهم كلٌُّ بحسب ما يناسب حاله، وكلّما كان ما تولاّه المرء أوسع كان ذلك له ألزم وآكد.

الثامنة : أن يتحلّى المرء بروح التعلّم وهمّ الازدياد من الحكمة والمعرفة في جميع مراحل حياته ومختلف أحواله، فيتأمل أفعاله وسجاياه وآثارها وينظر في الحوادث التي تدور حوله ونتائجها، حتى يزداد في كلّ يوم معرفة وتجربة وفضلاً، فإنّ هذه الحياة مدرسة متعدّدة أبعادها، عميقة أغوارها، لا يستغني المرء فيها عن التزوّد من العلم والمعرفة والخبرة، ففي كلّ فعل وحدث دلالة وعبرة، وفي كلّ واقعة رسالة ومغزى، تفصح لمن تأمّلها عما ينتمي إليه من الظواهر والسنن، وتُمثّل ما يناسبها من العظات والعبر، فلا يستغني المرء فيها عن التزود من العلم والمعرفة والخبرة حتّى يلقى الله سبحانه، وكلّما كان المرء أكثر تبصّراً أغناه ذلك في معرفة الحقائق عن مزيد من التجارب والأخطاء. وقد قال تعالى: [وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً]، وقال لنبيّه (صلّى الله عليه وآله): (وقل ربّ زدني علماً). 

وينبغي للمرء أن يأنس بكتبٍ ثلاثة يتزوّد منها بالتأمّل والتفكير :

أوّلها وأولاها : القرآن الكريم فهو آخر رسالة من الله سبحانه إلى خلقه وقد أرسلها إليهم ليثير دفائن العقول ويفجّر من خلالها ينابيع الحكمة،  ويليّن بها قساوة القلوب، وقد بيّن فيها الحوادث ضرباً للأمثال، فعلى المرء أن لا يترك تلاوة هذا الكتاب على نفسه، يُشعرها أنّه يستمع إلى خطاب الله سبحانه له، فإنّه تعالى أنزل كتابه رسالة منه إلى جميع العالمين.

 وثانيها : نهج البلاغة فإنّه على العموم تبيين لمضامين القرآن وإشاراته بأسلوب بليغ يُحفّز في المرء روح التأمل والتفكير والاتّعاظ والحكمة. فلا ينبغي للمرء أن يترك مطالعته كلّما وجد فراغاً أو فرصة، وليشعر نفسه بأنّه ممّن يخطب فيهم الإمام (عليه السلام) كما يتمنّاه، وليهتمّ برسالته (عليه السلام) إلى ابنه الحسن (عليه السلام) فإنّها جائت لمثل هذه الغاية.

وثالثها : الصحيفة السجّادية فإنّها تتضمّن أدعية بليغة تستمدّ مضامينها من القرآن الكريم وفيها تعليم لما ينبغي أن يكون عليه الإنسان من توجّهات وهواجس ورؤى وطموح، وبيان لكيفيّة محاسبته لنفسه ونقده لها ومكاشفتها بخباياها وأسرارها، ولا سيّما دعاء مكارم الأخلاق منها.

فهذه ثمان وصايا هي أصول الاستقامة في الحياة وأركانها ، وهي تذكرة ليس إلاّ، إذ يجد المرء عليها نور الحق وضياء الحقيقة وصفاء الفطرة وشواهد العقل وتجارب الحياة قد نبّهت عليها الرسائل الإلهية ومواعظ المتبصّرين، فينبغي لكلّ امرئ أن يأخذ بها أو يسعى إليها ولا سيّما الشباب الذين هم في عنفوان طاقتهم وقدراتهم الجسدية والنفسية والتي هي رأس مال الإنسان في الحياة، فإن فاتهم بعضها أو المرتبة العالية منها فليعلموا أنّ أخذ القليل خيرٌ من ترك الكثير، وإدراك البعض خير من فوات الكل، وقد قال سبحانه: [فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ  * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ]. 

أسأل الله أن يوفقكم لما يفضي بكم إلى السعادة والسداد في الآخرة والأولى فإنّه وليّ التوفيق.

  28/ ربيع الأول / 1437 هـ
المصدر:  https://www.sistani.org/arabic/archive/25237/

------------------------------------------------------
أيضأً اقرأ : 
ماذكره المرجع آية الله السيد محمد سعيد الحكيم دام ظله في كتابه (المرجعية الدينية وقضايا أخرى) حول اهتمام المرجعية الدينية بالجانب الثقافي للأمة وبالخصوص الشباب:  

أ- حينما رأى علماؤنا الأعلام في بداية القرن الماضي الهجري شدة الحاجة للشباب الشيعي المثقف بسبب الركود الثقافي في العراق في أواخر العهد العثماني كان من اهتمامات المرجعية والحوزة عموماً المدارس الجعفرية، فكانت الحقوق الشرعية تنفق في سبيلها في إجازة المرجعية في حينها، كما دعمها رجال الحوزة المرموقون بأنفسهم وشجعوها بمختلف الوسائل، ومن ذلك حضور المجالس المعقودة في مناسباتها. 
وقد بلغنا أن المجاهد الكبير السيد محمد سعيد الحبوبي (قدس سره) كان يحضر تلك المجالس اهتماماً بها وتشجيعاً لها، حتى كانت بعض الألعاب النارية التي تطلق ابتهاجاً بتلك المناسبات تقع عليه وهو مبتهج بانتظار الآمال التي كان يعقدها على تلك المؤسسة. 

ب- وفي أواسط القرن المذكور دعمت المرجعية الدينية ولا سيما المرجع الشهير السيد أبو الحسن الأصفهاني والمرجع المعظم الشيخ محمد رضا ياسين (قدس سرهما) جمعية منتدى النشر في مهمتها بإنشاء كليتها الدينية وفتح المدارس في بعض مدن العراق ـ كالنجف الأشرف والكاظمية المقدسة وغيرها ـ من أجل تنشئة شباب شيعي مثقف متدين يؤدي مهمته في خدمة المجتمع. حتى شجع ذلك بعض ذوي المال والنفوذ بإنشاء مدارس تحت رعايتهم، كما فعل المرحوم بلاسم الياسين، ففتح في الحي مدرسته وأنشأ بعض وكلاء المرجعيات بعض المدارس في مناطقهم. 

ج ـ كما دعموها بمشروعها الآخر، وهو قيام بعض الأعلام بتأسيس المجمع الثقافي لمنتدى النشر، حيث قام المجمع المذكور بنشاط إسلامي ثقافي كبير عن طريق إلقاء بحوث إسبوعية ونشرها بكتب أصدرها المجمع، كما قامت الجمعية بطبع بعض الكتب في جملة نشاطاتها الثقافي. 

د ـ وكان ذلك من أوليات اهتمامات سيدنا الأستاذ الجد السيد الحكيم (قدس سره) حتى أنه حين زاره مدير الأوقاف العام عبد الرحمن خضر في داره في النجف الأشرف تحدث معه عن مشكلة التعليم الديني في العراق، حيث كان مهملاً تقريباً في المدارس الحكومية، فوعده بأن يسعى لذلك، وأنه سوف يخص المناطق الشيعية بمناهج شيعية، ولكن تعصبه قد غلبه ولم يف بوعده ذلك مما أغضب السيد (قدس سره) عليه، حتى أنه لما جاءه زائراً مرة أخرى فوصل إلى باب داره بلغ برفض السيد الاجتماع به فرجع خائباً. وبقي السيد (قدس سره) يترقب الفرص ويحاول العمل من أجل ذلك حتى دعم مدارس الإمام الجواد (عليه السلام)  للصندوق الخيري، ثم أنشئت كلية أصول الدين في بغداد تحت رعايته وبدعم منه. وقد أرسل البحاثة الكبير آية الله السيد محمد تقي الحكيم ليحاضر في معهد الدراسات الإسلامية في جامعة بغداد. 
وكان آخر ذلك محاولة تأسيس جامعة الكوفة تحت رعايته، لولا الملابسات والظروف التي حالت دون إنجاز المشروع المذكور في حينه. 

هـ ـ وقد اهتم (قدس سره) بمشاركة أعلام الحوزة بالمؤتمرات العلمية التي تقام خارج العراق ودعمها، حتى أرسل بعض الممثلين عنه للمشاركة في بعضها. كل ذلك من أجل إسماع صوت الشيعة في العالم وإيصال ثقافتهم والتعريف بمقام رجالهم. 

و ـ كما دعمت المرجعية من أجل تعميم الثقافة إنشاء المكتبات العامة. بل قام سيدنا الجد (قدس سره) بنفسه بتأسيس مكتبته العامرة وجمع فيها كثيراً من المصادر المهمة لتكون مرجعاً للمؤلفين والباحثين. ومن أجل تعميم الهدف اهتم بفتح الفروع لها وزوّد تلك الفروع بالكتب في سائر أنحاء العراق، حتى كان عدد فروعها فرعاً عدا بعض الفروع خارج العراق، كما زوّد بعض المكتبات في أنحاء العراق وخارجه بمجاميع الكتب ـ ومنها مكتبة جامعة الأزهر فى مصر ـ . وكان لذلك أعظم الأثر في تثقيف عامة الناس في فروع المعرفة المختلفة. وفي نشر الثقافة الشيعية في العالم الإسلامي. 

ز ـ وقد فتح المرحوم المرجع الديني آية الله السيد محسن الأمين (قدس سره) في دمشق مدارس شيعية للذكور والإناث اهتماماً منه بتثقيف الشيعة هناك ثقافة عامة وبوجه خاص الثقافة الإسلامية الشيعية. 

ح ـ كما اهتم بذلك المرحوم آية الله البحاثة السيد عبد الحسين شرف الدين (قدس سره) فقام بتأسيس الكلية الجعفرية في مدينة (صور) من أجل تثقيف شباب جبل عامل، وأنشأ مدرسة للبنات في محاولة منه لتثقيفهن ثقافة دينية مع الحفاظ على عفتهن وإبعادهن عن الثقافة الغربية الكافرة وما يستتبعها من سلوك منحل مشين. 

ط ـ وهناك نشاطات أخرى في هذا المجال في مناطق مختلفة تحت رعاية المرجعية الدينية، خصوصاً في إيران حيث القدرات أكبر ومجال العمل أوسع، لا يسعنا الإحاطة بها فعلاً، لعدم تيسر المصادر لنا ولا يحسن بنا الاقتصار على القليل الذي نعلمه منها، لعدم وفاءه بالغرض، ولئلا نكون قد ظلمنا الآخرين بترك التنويه عن جهودهم. 

ي ـ وقد أنشئت كثير من المؤسسات الثقافية في بلاد الغرب حيث يكثر تجمع المسلمين هناك خصوصاً المهاجرين ـ من قبل المرجعيات أو بدعم أو مباركة منها ـ . ولا زالت المحاولات مستمرة للاستزادة من تلك المؤسسات بسبب شدة الحاجة لها. 
وقد تحدثنا كثيراً مع ذوي العلاقة من أجل حثهم على ذلك ودفعهم إليه لشعورنا بشدة الحاجة له خوفاً من انحراف الجيل الذي يعيش هناك في تيار الثقافة الكافرة المتحللة وضياع المفاهيم الإسلامية والثقافة الدينية عليه، فنخسرهم بدلاً من أن يكونوا دعاة للإسلام والإيمان هناك بثقافتهم الإسلامية الأصيلة والتزاماتهم الدينية الشريفة ومثلهم وأخلاقياتهم الرفيعة وسلوكهم السليم ونهجهم المستقيم. وهو أمر يحق على كل مسلم غيور أن يهتم به ويسعى له بجهده. والله سبحانه وتعالى بعد ذلك في عونه (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين). 

ك ـ كما قامت المرجعيات ودعمت وشجعت على طبع الكثير من كتب الشيعة في مختلف الفنون من أجل الحفاظ عليها ونشر الثقافة الشيعية وهو أمر لا يتيسر، إحصاؤه لكثرته... 
إلى غير ذلك من الاهتمامات الثقافية التي قامت بها المرجعيات والحوزات على الأمد البعيد والمناسبات المختلفة.... 

المصدر: كتاب (المرجعية الدينية وقضايا أخرى) ج1 ص230-240. 

ملاحظة: يوجد في هذا الكتاب الكثير من المعلومات المفيدة حول العلماء والمرجعية الدينية ودورها في خدمة الدين والأمة وكذلك الاجابة عن بعض التساؤلات المثارة حولها.... 
رابط الكتاب:
http://ar.lib.eshia.ir/10991/1/255

===============================
أيضا لسماحة المرجع السيد السيستاني حفظه الله اثنا عشر وصية لتحصين النفس في بلاد الكفر، موجودة في كتاب فقه المغتربين، والكتاب موجود في موقعه الرسمي، وقد وضعنا هذه الوصايا في تدوينة مستقلة، اليك رابطها:

http://shababwa3i.3abber.com/post/120052

======================== 

أيضا لسماحة المرجع الشيخ اسحاق الفياض حفظه الله عدة توجيهات للمسلمين في المهجر، تم نشر هذه التوجيهات في بعض المجلات الدينية، وقد وضعنا هذه التوجيهات في تدوينة مستقلة، اليك رابطها:

http://shababwa3i.3abber.com/post/125038

===================== 

أيضا لسماحة المرجع القائد السيد علي الخامنئي حفظه الله خطاب موجه إلى جميع الشباب في أوروبا وأمريكا الشمالية، وهذا الخطاب منشور على موقعه الرسمي، وقد وضعناه في تدوينة مستقلة، إليك رابطها:

http://shababwa3i.3abber.com/post/275340

===================

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق