قال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ).
تأمل أخي الشاب في هذه القوة التي تملكها أنت:
تجد أنها قوة تملأ جميع نواحي وجودك:
قوة في البدن والنفس والمزاج، وقوة في العقل والتفكير...
إلا أنها قوة محاطة بضعفين.. وهي قوة واحدة لا تتكرر..
فهي بكل ما أوتيت الكلمة من معنى تعتبر فرصة ذهبية..
إن استفدت منها كما ينبغي وإلا فاتتك بلا رجعة!!
فلم تبق لنا هذه الآية الشريفة عذرا حينما نبهتنا إلى أن هذه القوة -قوة الشباب- لادوام لها بل مآلها بشكل حتمي إلى الضعف والتلاشي.
فأي معنى يبقى للتسويف والتأجيل وإضاعة الشباب؟؟!!
علينا أن نعي أنه لا معنى للكسل أو التأجيل!!
فما ننجزه في ضعفنا -إن أسعفنا القدر- ليس كالذي ننجزه في قوتنا..
بل حتماً سيكون مختلفاً اختلافاً تاماً: مقدارا و مضمونا..
إذن: علينا أن لا نضيع هذه الفرصة الثمينة فإن (إضاعة الفرصة غصة) كما ورد عن أمير المؤمنين (ع) في نهج البلاغة...
واجعل المبادرة شعارك في زمن الشباب والصحة:
فقد ورد عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال:
"بادر شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك". غرر الحكم ص168.
فالشباب لايدوم..
والصحة لاتدوم..
ولاتصغ لوسوسة النفس الأمارة حينما تحدثك قائلة: استمتع بشبابك وبعد ذلك تفرغ للعمل!!!
فما بعد الشباب الا الهرم..
ومابعد الصحة الا السقم..
وضع نصب عينيك أن القطار لايرجع إلى الوراء، وأن عقارب الساعة لاتستطيع الدوران إلى الخلف!!
كذلك الشباب لا يعود.
ونعم ما قيل في الشعر:
اذا هبت رياحك فاغتنمها ** فعقبى كل خافقه سكون
ولا تغفل عن الاحسان فيها ** ولا تدري السكون متى يكون
والحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق