نريد ان نعرف كيف يتصرم عمرنا وفي اي شيء يذهب ؟
فلنقدر كم عاما سنعيش تقريبا ولنحسب على ضوء ذلك !!
الناس تختلف اعمارهم فمنهم من يموت في الخمسين ومنهم من يموت في الستين ومنهم وهو القليل يعمر الى التسعين مثلا .
ولذلك سنضع فرضيتين متوسطتين وسنحسب على ضوئهما :
الفرضية الاولى : نقدر العمر فيها ب 60 عاما .
الفرضية الثانية : نقدر العمر فيها ب 75 عاما .
الفرضية الأولى :
اننا سنعيش 60 عاما
ننقص منها 15 عاما ايام الطفولة واللهو واللعب .
60
-15
= 45
اذن بقي لدينا 45 عاما نريد ان نرى كيف تتصرم!!
لنفترض اننا ننام كل يوم 8 ساعات
فهذا يعني ان ثلث عمرنا المتبقي نقضيه في النوم-اي مايعادل 15 سنة- لان الثمان ساعات التي ننامها تشكل الثلث بالنسبة لكل يوم نعيشه.
ولنفترض اننا نعمل كل يوم 8 ساعات
فهذا يعني ان ثلث عمرنا الآخر نقضيه في العمل اي ما يعادل 15 سنة اخرى من عمرنا غير التي نقضيها في النوم.
ولنفترض اننا نأكل ثلاث وجبات يوميا بمعدل نصف ساعة لكل وجبة اي مايعادل ساعة ونصف يوميا فهذا يعني اننا نستهلك من عمرنا اربع سنوات الا ربع للطعام فقط
ولنفترض ايضا اننا نستهلك معدل ساعتين يوميا لبقية المشاغل كمشاهدة الاخبار وبرامج التلفزيون -بالنسبة لمن يهوى ذلك- وتلبية حاجات المنزل ومسامرة الاخوان والاصدقاء والرياضة لمن يهوى ذلك والتنظف وماشابه ذلك، فهذا يعني اننا نستهلك من عمرنا خمس سنوات لهذه الامور .
النتيجة :
العمر الافتراضي 60 سنة
- 15 سنة طفولة
- 15 سنة نوم
- 15 سنة عمل
- 5 سنوات مشاغل متنوعة
- 3.75 سنوات للاكل
الباقي :
= 6.25 سنة
هذا كله مع اننا لم ننقص شيئا لايام وساعات المرض التي تصادف الانسان ، خصوصا حينما يصل الى سن الشيخوخة .
وكذلك لم ننقص شيئا للظروف والمشاغل القاهرة والطارئة حيث اننا احتسبنا معدل كل يوم ساعتين لجميع المشاغل مع ان كثيرا من الناس لايكفيه ساعتين بل يحتاج الى اربع ساعات مثلا، خصوصا من لديه عائلة كبيرة ولم يضع خادما يعينه ويساعده مع الاخذ بعين الاعتبار ان الابناء الصغار والمراهقين الذين في المدارس يحتاجون الى مذاكرة ومتابعة .
فالخلاصة :
كثير من الناس الذين عمرهم 60 يكون الباقي بالنسبة لهم هو :
= 1.25 سنة فقط.!!!!!!!!!!!!!!!
------------------
الفرضية الثانية :
اننا سنعيش 75 عاما
ننقص منها 15 عاما ايام الطفولة واللهو واللعب .
75
-15
= 60
اذن بقي لدينا 60 عاما نريد ان نرى كيف تتصرم!!
لنفترض اننا ننام كل يوم 8 ساعات
فهذا يعني ان ثلث عمرنا المتبقي نقضيه في النوم-اي مايعادل 20 سنة- لان الثمان ساعات التي ننامها تشكل الثلث بالنسبة لكل يوم نعيشه.
ولنفترض اننا نعمل كل يوم 8 ساعات
فهذا يعني ان ثلث عمرنا الآخر نقضيه في العمل اي ما يعادل 20 سنة اخرى من عمرنا غير التي نقضيها في النوم.
ولنفترض اننا نأكل ثلاث وجبات يوميا بمعدل نصف ساعة لكل وجبة اي مايعادل ساعة ونصف يوميا فهذا يعني اننا نستهلك من عمرنا اربع سنوات الا ربع للطعام فقط.
ولنفترض ايضا اننا نستهلك معدل ساعتين يوميا لبقية المشاغل كمشاهدة الاخبار وبرامج التلفزيون -بالنسبة لمن يهوى ذلك- وتلبية حاجات المنزل ومسامرة الاخوان والاصدقاء والرياضة لمن يهوى ذلك والتنظف وماشابه ذلك، فهذا يعني اننا نستهلك من عمرنا خمس سنوات لهذه الامور .
النتيجة :
العمر الافتراضي 75 سنة
- 15 سنة طفولة
- 20 سنة نوم
- 20 سنة عمل
- 5 سنوات مشاغل متنوعة
- 3.75 سنوات للاكل
الباقي :
= 11.25 سنة
هذا كله مع اننا لم ننقص شيئا لايام وساعات المرض التي تصادف الانسان ، خصوصا حينما يصل الى سن الشيخوخة .
وكذلك لم ننقص شيئا للظروف والمشاغل القاهرة والطارئة حيث اننا احتسبنا معدل كل يوم ساعتين لجميع المشاغل مع ان كثيرا من الناس لايكفيه ساعتين بل يحتاج الى اربع ساعات مثلا، خصوصا من لديه عائلة كبيرة ولم يضع خادما يعينه ويساعده مع الاخذ بعين الاعتبار ان الابناء الصغار والمراهقين الذين في المدارس يحتاجون الى مذاكرة ومتابعة .
فالخلاصة :
كثير من الناس الذين عمرهم 75 يكون الباقي بالنسبة لهم هو :
= 6.25 سنة فقط!!!!!!!!!!!.
ياترى اين نمضي هذا الوقت القليل المتبقي؟؟؟
حقا نحتاج الى جلسة صادقة مع انفسنا نبحث فيها عن اجابة هذا السؤال ؟؟؟
فهل نقضي هذا الوقت المتبقي في العبادة ؟ وفي بناء آخرتنا ؟ أم أننا سنعمر به ما تبقى من دنيانا وسنضمه الى عشرات السنين التي قضيناها بين نوم واكل ولهو وعمل؟
وحينها نذهب الى ربنا بأيد خالية لاسمح الله !!!
ولذلك فلنفكر في امر العبادة بجدية ..
الم يقرع اسماعنا طوال هذه الستون او الخمس وسبعون عاما من عمرنا قول الله تعالى { وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون } ؟
حتى جعلنا العبادة على هامش الحياة !!
وصار كثير منا كالحيوانات التي همها علفها !!
ولا تفهم من كلامنا هذا اننا نعتبر السنين الطويلة التي قضيت في العمل والراحة ذهبت هدرا ، كلا فمن كان عمله وتصرفاته الاخرى على طبق تعاليم الدين لايعتبر قد هدر وقته ، خصوصا اذا نوى بعمله مثلا الكد بالحلال على عياله تقربا الى الله تعالى واستغناء عما في ايدي الناس ، وكذلك الامر بالنسبة للنوم والاكل -وهما ضروريان للحياة- على الانسان ان ينام بالمعقول وياكل بالمعقول اكلا حلالا ويستثمر نومه واكله بان ينوي بهما التقوي على العبادة والعمل وفعل الطاعات مهما كان نوعها حتى تكتب له هذه النية ويثاب عليها انشاء الله تعالى.
وعلى كل حال لنفكر مع انفسنا بانصاف اين اذهبنا اوقاتنا وهل اعطينا العبادة حقها !! حتى نستطيع الجواب بلا تلكؤ حينما نقف بين يدي العزيز الجبار ويسألنا عن عمرنا فيما افنيناه وعن شبابنا فيما ابليناه .
فقد ورد عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) انه قال : لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وشبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين كسبه وفيما أنفقه ، وعن حبنا أهل البيت . (الامالي للشيخ الصدوق ص93)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق