مشاركة ثابتة

نبذة عن مدونة الشباب الواعي

بسم الله الرحمن الرحيم إن هذه المدونة : تهتم بأمرين : الأول: تهتم بشؤون الشباب المسلم الواعي الذي يهمه معرفة ما يجري حوله من غزو فكري وثقاف...

الأحد، 5 يوليو 2020

كيف نعرف أن أعمالنا مقبولة عند الله؟

قبل الجواب على هذا السؤال لابد من مقدمة نفرق فيها بين صحة العمل وبين قبوله، فنقول: 
العمل الصحيح هو المجزي والمسقط للتكليف عن ذمة المكلف. 
العمل المقبول هو المرضي عندالله والمقرب للعبد نحوه سبحانه.   

فقد يأتي الإنسان بعمل كالصلاة مثلا مع مراعاة أجزائها وشرائطها على الوجه المطلوب فيقال لها صلاة صحيحة ومجزية ولا يجب عليه إعادتها، إلا أن هذه الصلاة رغم صحتها قد لا تكون مقبولة ومرضية عند الله تعالى إذا لم يراع فيها شرائط القبول، والتي من أهمها أمران:  التقوى: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}.  
والتوجه والحضور القلبي أثناء العبادة.   

وقد تسأل ما فائدة الحكم بصحة العمل كالصلاة مثلا بدون كونه مقبولا ومرضيا عند الله؟ 
الجواب أن فائدة كونه صحيحا أنك لا تطالب به مرة أخرى ولا تعاقب على تركه يوم القيامة؛ لأنك لم تتركه بل أتيت به. 
نعم لو انضم القبول إلى الصحة فسيكون عملك هذا مقرباً لك نحو الله سبحانه وتعالى.   

بعد هذه المقدمة نرجع إلى السؤال الأصلي وهو كيف نعرف أن أعمالنا مقبولة، فنحن قد نبذل وسعنا في تحقيق شرائط القبول، نحاول أن نكون من اهل التقوى ونحاول أن نحصل الاخلاص في النية مع التوجه القلبي، فهل هناك علامة تدلنا على أننا وفقنا في سعينا وأن عملنا صار مقبولا بالفعل عند الله تعالى؟ 

الجواب:  
لا يمنع أن يكون هناك علامات متعددة تدل على مقبولية العمل.. 
لكن هناك علامة وجدانية وبسيطة كل واحد منا يستطيع إذا وجدها في نفسه أن يستدل من خلالها على مقبولية عمله.. 
وهذه العلامة هي: أن تجد نفسك تلتذ بالعبادة وتؤديها برغبة وتحس بحلاوة في ذكر الله تعالى. 
فالانسان تارة يتكلف العبادة ويتكلف أن يكون حاضر القلب.. 
وتارة يأتي بالعبادة بكل إقبال وأريحية وبلا تكلف ويحس بلذة الأنس بالله تعالى في خلواته ومناجاته.. 
وهذا الأنس يعني أن هذه العبادة قربته نحو الله تعالى -بمقدار إقباله- وإلا لو لم تقربه هذه العبادة نحو الله لما أحس بلذة وأنس بالله وبمناجاته، وهذا القرب يعني أن عمله مرضي عند الله تعالى ومقبول عنده.. 
وهذه المقبولية كما أشرنا تتفاوت على درجات بحسب درجات الإقبال، لذا ورد عن أبي جعفر (ع) أنه قال:  (إن العبد ليرفع له من صلاته نصفها أو ثلثها أو ربعها أو خمسها فما يرفع له إلا ما أقبل عليه بقلبه، وإنما أمرنا بالنافلة ليتم لهم بها ما نقصوا من الفريضة). الكافي ج3 ص363. 

وقد يستفاد هذا المعنى (وهو أن الالتذاذ بالعبادة علامة القبول) مما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام:  
(إذا استقبلت القبلة فانس الدنيا وما فيها، والخلق وما هم فيه، واستفرغ قلبك عن كل شاغل يشغلك عن الله، وعاين بسرك عظمة الله، واذكر وقوفك بين يديه يوم تبلو كل نفس ما أسلفت وردوا إلى الله مولاهم الحق، وقف على قدم الخوف والرجاء. فإذا كبرت فاستصغر ما بين السماوات العلى والثرى دون كبريائه فان الله تعالى إذا اطلع على قلب العبد وهو يكبر وفي قلبه عارض عن حقيقة تكبيره، قال : يا كاذب أتخدعني، وعزتي وجلالي لأحرمنك حلاوة ذكري، ولأحجبنك عن قربي والمسارة بمناجاتي...) بحار الأنوار ج81 ص230. 
فالأنس بالله تعالى وحلاوة ذكره إنما تحصل لمن يحظى بالقرب الإلهي. 
والحمد لله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق